يفرح القلب ويغمره الرضا عندما يرى أهل الصلاح بين أروقة الحياة، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، وينصحون بالخير، ويغرسون بذور المحبة في كل مكان لهم يد عليه وفيه، وينشرون الحكمة دون أن يحدثوا أي أذى أو ضرر، والقلب الذي لا يفرح بوجود الصالحين هو قلب مريض ومصاب بخلل كبير، ونسأل له الهداية والخلاص من هذا النكوص.
وفي حقيقة الأمر، بين فترة وأخرى أرى وأسمع عن «العلوم الطيبة» والأفعال الحسنة، والنهج الحكيم، لحاكم الشارقة الوقور صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، فهذا الرجل المبارك كلما رأينا له مقطعا متداولا بين صفحات التواصل الاجتماعي، أو كلاما منشورا عبر الصحف والمجلات، فإننا نرى بين حنايا التفاصيل أخلاقا كريمة، وحسا دينيا رفيعا، وقلبا يتفطر على الفقراء والمساكين، وعينا تدمع من مخافة الله، ونصحا وتوجيها صادقا، وذودا عن الدين وعن ثوابته، وهذه الخصال الكريمة لا تجتمع إلا بالصالحين من الناس، الأنقياء، فنحن معاشر البشر لا نزكي هذا الرجل على الله، ولا نزكي أحدا على الله، ولكن نشهد بما نرى وبما نسمع، ونشهد بأن هذا الرجل به خير وبركة.
يقول سموه وهو يتحدث إلى جمع من الناس: «يتكلمون عن المصانع والمباني.. ولكن أنا أتكلم عن النفوس.. أسأل عنهم لأنني سوف أُسأل عنهم.. حالات يعلم الله ما بها»، إلى أن يقول: «لأني أنا مسؤول وإذا قصرت أنا من سوف يحاسب، بجرة قلم !، شنو يكلفني ذلك !؟ بجرة قلم تنتهي مآسي الناس كلها»، إلى أن يقول: «حاسبوني قبل أن يحاسبني رب العالمين».
وهناك الكثير والكثير من كلماته وأفعاله التي تنطق بالإنسانية، ولكن هذا المقطع جعلني أقف عند هذا الإنسان كثيرا.
ويعلم الله أني أحب هذا الرجل لله وفي الله، محبة لا تشوبها المصالح والنفاق، بل هي محبة نابعة من قلب يحب الصالحين، وأعتقد أن هذا الرجل المبارك هو من أصلح رجالات هذا الزمن، وهو أنموذج لأخلاق «الحاكم الصالح»، وأن الدنيا مازالت بخير ما دام بها أمثاله، ومن حقه علينا أن نذكر محاسنه وصفاته النبيلة حتى يقتدي و يتأسى به الآخرون، ويتعلمون من سمو أخلاقه وكيفية تعاطيه مع القضايا التي تخص المجتمع، فهو من خيرة الرجال.
ومن هنا أقول لحاكم الشارقة المبارك: لك محبة كبيرة، وأسأل الله أن يوفقك التوفيق الطيب، وأن يبارك في عمرك حتى تواصل مسيرة الخير في أرض جزيرتنا العربية، وهذه المشاعر يشاركني بها الكثير من أحبابك الذين يدعون لك في ظهر الغيب، وأنا أحدهم، وهم وأنا لا نرجو ولا نبتغي سوى التوفيق لك، فلا نرجو عطاء أو هبات، فالكفوف غنية، والبطون مليئة، والنفوس راضية وعزيزة، ولكن هذا الدعاء هو حقك علينا، وحق كل صالح من الناس علينا، وهو خالص لوجه الله ولم يكن لهدف دنيوي أبدا، بل نابع من قلب يحب أهل الصلاح، ويفرح بهم، وفقكم الله ورعاكم وجعل الخير في خطاكم، وكثر الله من أمثالكم.
[email protected]