قدم الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين امس رد بلاده الذي طال انتظاره على سقف الأسعار الذي فرضه الغرب على الخام الروسي، موقعا مرسوما يحظر توريد النفط والمنتجات النفطية للدول التي فرضت هذا السقف، على أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من فبراير 2023 ويستمر لمدة خمسة أشهر.
وتم تقديم المرسوم، الذي نشر على بوابة إلكترونية حكومية وموقع «الكرملين» على الإنترنت، كرد مباشر على «الإجراءات العدائية والمتناقضة مع القانون الدولي من جانب الولايات المتحدة والدول الأجنبية والمنظمات الدولية المنضمة إليهم».
ونص المرسوم على أن «تسليم النفط والمنتجات النفطية الروسية إلى كيانات وأفراد أجانب محظور ما لم يكن في العقود الخاصة بهذه التوريدات ما ينص على استخدام آلية تحديد الأسعار القصوى بشكل مباشر أو غير مباشر»، وأشار المرسوم على وجه التحديد إلى الولايات المتحدة والدول الأجنبية الأخرى التي فرضت سقف الأسعار.
كما ينص مرسوم «الكرملين»، الذي يتضمن بندا يتيح لبوتين إلغاء الحظر في حالات خاصة، على أن «هذا (الحظر).. يدخل حيز التنفيذ في الأول من فبراير 2023، ويظل ساريا حتى الأول من يوليو 2023».
وسيتم حظر صادرات النفط الخام اعتبارا من الأول من فبراير، لكن موعد حظر المنتجات النفطية ستحدده الحكومة الروسية ويمكن أن يكون بعد الأول من فبراير.
بدوره، قال وزير المالية الروسي أنطون سيليانوف إن عجز الموازنة في بلاده قد يتجاوز نسبة الـ 2% المتوقعة من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، إذ يضغط السقف السعري المفروض على الخام على إيرادات الصادرات الروسية، مما يضع عقبة مالية جديدة أمام موسكو التي تنفق بسخاء على حملتها العسكرية في أوكرانيا.
غير أن بعض المحللين قالوا إن سقف الأسعار لن يكون له تأثير مباشر يذكر على عائدات النفط التي تجنيها موسكو حاليا.
إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس الولايات المتحدة بالتخطيط لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال إن تصريحات مسؤولين أميركيين من وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» حول توجيه «ضربة قطع الرأس» إلى الكرملين، هي في الواقع تهديد بالتصفية الجسدية لرئيس الدولة الروسية.
وحذر، فيما نقلت عنه وكالة «تاس» الروسية، من أنه «إذا قام شخص ما برعاية مثل هذه الأفكار فعليه أن يفكر مليا في العواقب المحتملة لمثل هذه الخطط».
كذلك ذكر لافروف بما صدر من مسؤولين غربيين وتصرفاتهم وإشاراتهم إلى مواجهة نووية، مضيفا: «يبدو أنهم تخلوا تماما عن اللباقة، فمن الواضح أن ليز تراس (رئيسة وزراء بريطانيا السابقة) أعلنت خلال المناظرة التي سبقت الانتخابات أنها مستعدة تماما لإصدار أمر بتوجيه ضربة نووية».
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى الاستفزازات التي يرتكبها النظام في أوكرانيا، قائلا: «فضلا عن الاستفزازات الخارجة عن المنطق لنظام كييف».
ووجه لافروف هجوما قاسيا، قائلا إن كييف والغرب يسعيان لتدمير بلاده وإن على أوكرانيا تلبية مطالب موسكو وإلا فسيفرضها الجيش الروسي.
في المقابل، طالب وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الرئيس الروسي "بوقف الحرب والقتل والدمار".
وقال بلينكن، في سلسة تغريدات نشرتها الخارجية الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني، أمس، إن روسيا قصفت أكثر من ثلث نظام الطاقة في أوكرانيا، ما أدى إلى إغراق الملايين في البرد والظلام، وسط الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة.
وأضاف: التدفئة والمياه والكهرباء للأطفال وكبار السن والمرضى- هذه أهداف بوتين الجديدة.. وأفاد بأنه مقتنع تمامًا بأن بوتين سيفشل في النهاية وأن روسيا ستعاني من هزيمة استراتيجية.