- نلمس عن كثب تفاؤلاً بمستقبل الكويت من عاصمة القرار السياسي العالمي «واشنطن» ونحتاج إلى رؤى وطنية مستقلة
- الحوار المستمر بعقلانية مع بعضنا بعضاً وأيضاً مع الخارج هو ضربة استباقية للتحديات المحتملة التي تحيط بمنطقتنا
- كثير مما يقوم به المركز غير مرئي للجمهور وهناك أمور لا نعلنها وتبقى سرية إلى حين تقديراً للمصلحة الوطنية
- سنطرح مبادرة «الفكر الإستراتيجي الكويتي» ونأمل أن تكون ذات قيمة مضافة وتنفذ بالتعاون مع أجهزة الدولة
«الأنباء» - خاص:
أكد المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات» عبدالعزيز العنجري أن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد يحظيان باحترام وتقدير بالغين من قبل النخب الأميركية التي تنظر بإعجاب إلي النهج الإصلاحي لصاحب السمو الأمير، وتكليفه لسمو ولي العهد، وخطواته الدؤوبة، لمواصلة دعم المؤسسات الديموقراطية ومحاربة الفساد، والسعي الحثيث من أجل استعادة الكويت لمكانتها الإقليمية التي تستحقها بكل جدارة. وشدد العنجري في أول حوار له منذ تأسيس مركز «ريكونسنس» قبل أربع سنوات وبمناسبة انضمامه الى نادي الصحافة الوطني الأميركي، على أن إحدى المهام والأدوار الأساسية لمركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات»، هو العمل على «بناء جسور تواصل متينة» في شتى المجالات وعلى المستويات كافة لدى مختلف دول العالم، وخصوصا في عاصمة القرار السياسي والاقتصادي العالمي. وألقى العنجري في هذا الحوار، بعض الإضاءات على القضايا الاستراتيجية محل اهتمامه البحثي الراهن وذات الصلة بالكويت ومستقبلها، مشيرا إلى أنه رصد في واشنطن تفاؤلا واقعيا حول الكويت، في المرحلة الحالية، لاسيما في ضوء الخطوات الإصلاحية لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وهي الخطوات التي تم التعبير عنها في مضامين الخطابات السامية في أكثر من مرة خلال العام المنصرم 2022م. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
نود بداية أن نعرف أكثر عن نادي الصحافة الوطني في واشنطن ومكانته المهنية، وكيف كانت عملية الانضمام الى عضويته؟
٭ نادي الصحافة الوطني في العاصمة واشنطن تأسس في عام 1908، ويقع مقره بالقرب من البيت الأبيض ومبنى الكونغرس الأميركي، ويعد المكان الأبرز لاجتماعات الصحافيين الأميركيين والدوليين في العاصمة الأميركية، وهو أحد ابرز النوادي المهنية في الولايات المتحدة.
أما فيما يخص عضوية النادي، فهي تخضع لمجموعة من المعايير الدقيقة وسلسلة من الاجراءات المختلفة، حيث تمر عملية القبول في عضوية نادي الصحافة الوطني بواشنطن، بمراحل عدة وطويلة حتى يتثبت النادي من أن المتقدم جدير بعضويته، وهذه المعايير الصارمة جعلت منه مقصدا مهما لكل طامح لزيادة آفاق التواصل المباشر مع أصحاب الرأي المؤثرين في عاصمة القرار السياسي العالمي، ومن هنا تبدو دلالة وأهمية الحصول على عضوية هذا النادي المهني الرائد أميركيا ودوليا.
وبالنسبة لحصولي على العضوية، تم تطبيق المعايير الاحترافية الخاصة بالنادي علي، ولله الحمد تم إبلاغي باجتياز المراحل والإجراءات اللازمة لنيل العضوية بنجاح.
كيف استقبلتكم حصولكم على عضوية نادي الصحافة الوطني بواشنطن؟ وما تأثيرها على مركز «ريكونسنس»؟
٭ سعدت بنيل هذه العضوية لما سيكون لها من مردودات إيجابية على الصعيد المهني والوطني لي شخصيا ولكثير من الكويتيين، فقد جاء هذا الإنجاز تتويجا لأربع سنوات من العمل الدؤوب والمتواصل على رأس مركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات»، الذي أصبح يحظى باهتمام متزايد من أصحاب الرأي محليا ودوليا، وبات ينظر إليه في واشنطن كأحد مراكز البحث والتفكير «Think Tanks» الرصينة والفاعلة من الكويت، وهذا الأمر بلا شك يلقي علينا مزيدا من المسؤولية كون المركز أصبح يمثل رافدا من روافد «القوة الناعمة» للكويت التي تتميز بقدر عال من الحريات ويتيح توافر آفاق كبيرة للعمل البحثي الجاد، والذي يهدف في المقام الأول إلى خدمة وترشيد عملية صنع القرار في الكويت على مختلف المستويات وفي الدوائر السياسية والاستراتيجية على وجه الخصوص.
أما تأثير هذه الخطوة على مركز «ريكونسنس»، فسيكون كبيرا بكل تأكيد سواء على المستوي اللوجستي أو المعلوماتي أو الفكري. فعلى سبيل المثال، اعتبارا من الآن، سيكون نادي الصحافة الوطني مقرا لفعاليات وأنشطة مركز «ريكونسنس» في العاصمة واشنطن، وهذه ستكون خطوة في الاتجاه الصحيح لمزيد من الانتشار والتأثير للمركز الذي يتميز بالاستقلال التام.
كما أن انضمامي الى عضوية نادي الصحافة الوطني في واشنطن سيكون محفزا إضافيا لاستمرارية نشاطات المركز، من خلال الاستفادة من الإمكانات والمزايا الحصرية التي يوفرها هذا النادي وتوظيفها بما يخدم مصالح الكويت من بيانات التواصل لآلاف الصحافيين والإعلاميين الأميركيين والدوليين، مما يتيح بناء شبكة علاقات مباشرة معهم، بالإضافة لأرشيف ثمين من المواد البحثية والإخبارية، وعدد كبير من الفعاليات الخاصة والمغلقة ذات المحتوى المعرفي الكبير، والدورات التخصصية، بالإضافة إلى سلسلة لقاءات دورية مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية وضيوف دوليين على واشنطن.
العهد الجديد
في ضوء معاصرتكم للأوساط السياسية في الولايات المتحدة... بأي كيفية تنظر دوائر صنع القرار والنخبة الأميركية إلى «العهد الجديد» في الكويت؟
٭ من خلال التواجد المستمر والفاعل لمركز «ريكونسنس» في واشنطن نرصد تفاؤلا واقعيا لدى النخب الأميركية على مستويات عدة، حول الكويت لاسيما بعد الخطابين الساميين التاريخيين لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، اللذين ألقاهما نيابة عن سموه، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، في مايو وأكتوبر 2022. وهو ما اظهر «العهد الجديد» بشكل إيجابي من خلال احترامه الواضح للديموقراطية، واقتران الخطابين بأفعال ومنجزات على ارض الواقع تبشر بجدية الرغبة في الاصلاحات القادمة.
ومن خلال معايشتي اليومية خلال الأشهر الأخيرة في واشنطن للنخبة الأميركية من كبار السياسيين الحاليين، وكذلك من مراقبين مخضرمين متابعين للشأن الخليجي والكويتي، أستطيع أن أقول إن لدى هذه النخبة اهتماما كبيرا بالرؤية الإصلاحية للكويت، وللجهد الدؤوب الذي بدأت ملامحه في إعادة البريق من جديد لتجربة الكويت الرائدة، لتحقيق التنمية والازدهار الذي ينتظره المواطن وتستحقه الكويت عن جدارة.
وفي ضوء قراءتنا المتعمقة لخبرات الدول المتقدمة بالإضافة للمشاركة في العديد من جلسات النقاش المختلفة مع خبراء في الولايات المتحدة، سنجد أن أهم أداة تحتاجها الكويت في الوقت الراهن، هو وجود رؤى وطنية مخلصة ومستقلة، تعين صانع القرار على الإدراك السليم والشامل والعميق للواقع المحلي والإقليمي والدولي من خلال أطروحات نقدية تشخص أوجه الخلل والقصور بلا تهوين وتعرض مكامن القوة بلا تهويل، وتمكنه من الاستبصار الاستباقي للتحديات المحتملة والفرص المقبلة.
ونحن في مركز «ريكونسنس» نقوم بهذا الأمر منذ انطلاقتنا قبل 4 سنوات وسنستمر في نهجنا هذا إن شاء الله، وهو النهج القائم على «مكاشفة» صانع القرار بالواقع كما هو بكل معطياته وتجلياته، وتقديم الرؤى الاستشرافية العملية للمستقبل بالأمانة والمسؤولية الوطنية اللازمة، والتي تتطلب في كثير من الأحيان الابتعاد عن وهج الشعبوية الضيقة أو السبق الصحافي، فكثير مما يقوم به المركز غير المرأي للجمهور، وهناك أمور نعلنها وأخرى لا نعلنها أو تبقى سرية إلى حين، تقديرا للمصلحة الوطنية بكل أبعادها.
ويتكامل مع هذا جزء آخر من دورنا في المركز، ألا وهو «بناء جسور تواصل» سياسية واستراتيجية صادقة وواقعية تربطنا بالمجتمع الدولي لنبني على ما هو متحقق، بغية تعزيز مكانة الكويت الراهنة والمستقبلية في شتى المجالات وعلى المستويات كافة خصوصا في عاصمة القرار السياسي والاقتصادي العالمي.
ونحن في مركز «ريكونسنس» على قناعة بأن الكويت دولة محورية غنية بمواردها وطاقاتها وشبابها وأفكارها، وما تحتاجه هو تدعيم ما يمكن أن نطلق عليه «صوت العقل الوازن»، والذي يعني تعزيز منابر طرح الأفكار والتواصل مع المفكرين من داخل الكويت وخارجها، لتبادل الرؤى والاطروحات.
وهذا تحديدا هو الدور الذي يسعى مركز «ريكونسنس» للقيام به، فنحن نسعى منذ 4 سنوات - وسنظل نعمل- لدعم «العقول الكويتية النيرة» من خلال إقامة الندوات واللقاءات، واستضافة شخصيات دولية فاعلة، ليس فقط للاستماع لهم، ولكن أيضا لشرح مواقفنا وانحيازاتنا المختلفة لهم بما يسمح بإيصالها إلى كبرى العواصم وصناع ومتخذي القرار في العالم، فبهذه النقاشات والفعاليات وتبادل الرؤى تتقدم الأمم. إضافة الى استقبالنا لموضوعات وأفكار من عموم المهتمين والمختصين والسعي لإقامة حوار مجتمعي بناء حولها، بما يخدم في نهاية المطاف المصالح العليا للكويت، ويعزز أمنها واستقرارها، ويعظم من فرص التنمية والرفاه لشعبها.
ونحن على قناعة تامة بأن الحوار المستمر بعقلانية مع بعضنا البعض، وأيضا مع الخارج، هو ضربة استباقية للتحديات المحتملة. فالإصلاح لا يحتاج فقط لصبر ونفس طويل وطولة بال، بل يتطلب أيضا الاستماع للآراء الأخرى حتى وإن كانت ناقدة، طالما كان منبعها وغايتها هو مصلحة الكويت.
الشباب الكويتي
بماذا تنصح الشباب الكويتي الطامح للإنجاز، وذلك على ضوء حصولكم على عضوية نادي الصحافة الوطني في واشنطن؟
٭ في الحقيقة كان مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات دائما داعما للشباب الكويتي، وسيظل على هذا النهج بإذن الله تعالى. وعلى سبيل المثال لا الحصر نظمنا الأسبوع الماضي لقاء حواريا بين السفير الصيني تشانغ جيانوي ولجنة العلاقات الدولية في مجلس الشباب الكويتي، كما شاركنا في التحضير للندوة الأولى لمجلس الشباب الكويتي في يونيو 2022 بعنوان ديبلوماسية الشباب. ونقدر إدراجهم للمركز كشريك استراتيجي معهم. ومنذ تأسيس «ريكونسنس» كان إشراك الشباب المهني والجاد من طلبة الماجستير والدكتوراه وأصحاب الكفاء المهنية في أنشطتنا شيئا أساسيا، كما أن تمكينهم من المزيد من الانتشار والتواصل مع الآخر كواجهة حضارية للكويت أمر ضروري جدا.
وأعتقد أن عضويتي في نادي الصحافة الوطني في واشنطن تمثل فرصة لكل كويتي وكويتية يبحث أو تبحث عن مخاطبة الجمهور العالمي الأوسع وللتقارب مع الإعلاميين الدوليين، فالمجتمع الكويتي لديه اهتمام بالغ بالفكر والثقافة ودورنا هو بناء جسور متينة تتيح لكل طامح ومجتهد تحقيق مزيد من الانتشار وفرص لصقل المهارات واكتساب اخرى. فنحن في مركز «ريكونسنس» كنا وما زلنا منصة حوار متاحة لكل جاد ومجتهد، وجسرا للتواصل مع مختلف البلدان التي تربطنا بها علاقات ديبلوماسية رسمية، وسنواصل العمل في ذات النهج من أجل مصلحة بلدنا.
مبادرة «الفكر الاستراتيجي الكويتي»
ما تصوراتكم في مركز «ريكونسنس» حول الدور المستقبلي للشباب في الرؤية الإصلاحية للعهد الجديد؟
٭ في الواقع يمثل الشباب مرتكزا رئيسيا للنهج الإصلاحي للعهد الجديد، وإضافة لما سبق وأشرنا إليه، فنحن في مركز «ريكونسنس» نعكف حاليا على إعداد مبادرة نطلق عليها اسم مبادرة «الفكر الاستراتيجي الكويتي».
ومن خلال هذه المبادرة، سيقوم مركز «ريكونسنس» بالمساهمة في البناء والإعداد الفكري والمعرفي والمعلوماتي لشباب وشابات الكويت، ليكون لدينا متخصصون يحملون فكرا استراتيجيا واعيا لمستقبل بلدنا في جميع المجالات، ونطمح لأن يتم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون والتنسيق مع وزارات وأجهزة ومؤسسات الدولة كافة.
فطرحنا لهذه المبادرة، نابع من تفاؤلنا - مثل جميع الكويتيين - بما تكشف لنا من بعض ملامح توجهات العهد الجديد، كما أننا متفائلون بحكومة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، لاسيما بعد برنامج الحكومة الذي قدم لمجلس الأمة ويعكس تغيرا ايجابيا يبشر بخير بإذن الله تعالى، فضلا عن الممارسات والسياسات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة منذ أدائها اليمين الدستورية.
فالكويت ما زالت أفضل بكثير من غيرها وفرص النجاح ما زالت متاحة، ونحن متفائلون بالمستقبل وبدور الشباب فيه.
تجارب ونصائح
من واقع اطلاعكم على تجارب وخبرات مختلفة حول العالم، بماذا تنصح من يقرأ هذا الحوار من المسؤولين في الكويت؟
٭ نصيحتي الأولى والأهم لهم هي «مزيد من الصدق والشفافية مع الشعب»، فالكويتيون يحترمون الوضوح والحديث المباشر، ولابد من شرح كل الأمور للشعب بالقدر المتاح، فالكويتيون شعب واع وذكي، وأظن أكثرهم ينتظر وضوح تفاصيل الرؤية القادمة ليكونوا عونا وسندا كل من موقعه من أجل البناء والمضي قدما نحو التطوير والتنمية.
وعلى المستوى الدولي، هناك حاجة إلى نهج أكثر مباشرة للوصول إلى الجمهور الأميركي، بالإضافة إلى صانعي السياسات الذين هم أصغر من أن يتذكروا الكويت وعملية عاصفة الصحراء، وقد يكون من المستحسن تنظيم جولات ترويجية كويتية للالتقاء بالمسؤولين الأميركيين وموظفي الكونغرس، وشرح مساهمات الكويت ودورها في المنطقة وتوضيح القضايا التي تهتم بها.
كما أنصح أيضا بتبني الدولة خطابا يمد الجسور مع مراكز الفكر ووسائل الإعلام الأميركية، للتأكيد باستمرار على رؤيتنا وسياستنا الخارجية الإيجابية، فلا تزال مؤسسات الفكر والرأي والمنظمات غير الحكومية تمثل فرصا منخفضة التكلفة وعالية القيمة في عملية صنع القرار في الولايات المتحدة.
وأختم كلامي بعبارة مهمة قالها سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد في جلسة افتتاح مجلس الأمة في أكتوبر: «اليوم نعيش ظروفا دقيقة وتقلبات إقليمية ودولية خطيرة محيطة بنا من الداخل والخارج ما بين حاقد يخطط ومتربص ينتظر، وحاسد يتأمل السقوط، ونحن منشغلون مع الأسف الشديد بأتفه الأسباب والأمور والتي يمكن تجاوزها بحكمة العقلاء».
المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز «ريكونسنس» يحصل على عضوية نادي الصحافة الوطني الأميركي
ضم نادي الصحافة الوطني العريق في الولايات المتحدة الأميركية National Press Club، والذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1908م، إلى عضويته عبدالعزيز العنجري المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات»، اعترافا بدوره المتنامي كصحافي دولي مستقل وصانع محتوى إخباري احترافي ودائم التواصل مع وسائل الاعلام العالمية.