بالنسبة لي أعتبر أن أي وسيلة تسهم وتساعد في التقريب بين الشعوب العربية وخاصة دول الخليج بمنزلة «الفرصة» الواجب اغتنامها، والحقيقة أنني أجد في «خليجي البصرة 25» فرصة ذهبية يمكن من خلالها التقريب بين الأجيال الجديدة بصورة غير مباشرة وهي عن طريق الرياضة ومن خلال غرس روح الوحدة في نفوسهم، والتأكيد على أن أرض العرب هي الأمان، وأن سر قوتنا يمكن في تضامنا وتماسكنا، وانه يجب الابتعاد عن أي اضطرابات سياسية لا داعي لها، وان نمهد لصفحة جديدة في تاريخنا الخليجي ونغض الطرف عن الأخطاء التي ارتكبت بالماضي، وان نغرس في نفوس الأجيال الجديدة مبادئ التسامح والعفو، وان تتعلم شعوبنا العربية حق جيرانها من الدول عليها، وان نتطلع جميعا إلى مستقبل يوحد صفوفنا ويلم شملنا.
وأرى من وجهة نظري أن خليجي البصرة سيكون ذا أبعاد سياسية تتمحور حول تقريب دول الخليج من العراق، وأعتقد أنه ستكون هناك حالة من التجهيزات الكبيرة والتي تحاول من خلالها العراق التوصل إلى مستوى يشابه الإعدادات والتجهيزات التي نفذت ببطولة كأس العالم واتخاذ التجربة القطرية كنموذج، خاصة أن الجانب العراقي قد أمهل فترة ليست بالبسيطة للتجهيزات، فبطولة خليجي البصرة كان من المقرر إقامتها في 2021 إلا أن لجنة كأس الخليج العربي رأت أن البصرة لم تكن في ذلك التوقيت جـاهزة لاستقبال ذلك الحدث الرياضي.
وكم أعجبت بمشهد تدفق وفود المشجعين من مختلف دول الخليج إلى أرض البصرة ومظاهر الترحاب بهم، وما انتشر على مختلف برامج التواصل الاجتماعي من مقاطع مصورة يظهر من خلالها الشعب العراقي وهو يرحبون بالوفود العربية بل يدعونهم إلى الاستضافة بمنازلهم بدلا من الفنادق، إلا أن البعض يحاول تعكير صفو تلك الأجواء الرياضية من خلال استخدام حسابات وهمية تسعى إلى إثارة البلبلة والغضب بين مشجعي الفرق الرياضية المشاركة في البطولة، وكذلك رفع شعارات لبعض الرموز السياسية والتي سأكتفي بوصفها أنها شخصيات غير مرغوب بهم، لا على المستوى الإنساني ولا السياسي في مختلف دول الخليج، ولكن تبقى غاية التقارب بين الأجيال القادمة من بين أبناء الخليج هي الهدف والغاية السامية ولن نلتفت إلى صغار العقول من صانعي الفتنة.
وقد حرصت خلال الفترة الماضية على الاطلاع على ما تتم إذاعته حول تجهيزات البطولة، والحقيقة أن ما يحدث على أرض العراق شيء لابد من التوقف عنده، فالطابع العام عن العراق يتجسد في وجود خراب وتدمير في كل مكان إلا أن الإعلان عن مستوى تجهيزات الملاعب التي ستشهد تنظيم اللقاءات الرياضية يقول عكس ذلك، ويكشف عن حجم تعافي العراق من ويلات الحروب والخلافات.
كمواطن كويتي خليجي وعربي أتمنى أن تحقق تلك البطولة الهدف السامي الذي نسعى جميعا إلى تحقيقه، وأن نكون كشعوب خليجية وعربية أكثر تماسكا وقوة وأن تعرف الأجيال الجديدة والقادمة أن الخلافات والنزاعات بين الأشقاء لن تثمر خيرا، وإنما الخير في تآلفنا ووحدتنا.
«ما دمت تنوي الخير فأنت دائماً بخير».
[email protected]