يحتاج الانسان خلال سنوات عمره لحظات يتوقف فيها ليراجع صفحات سنوات العمر التي مضت، ويقلب هذه الصفحات ليطلع ويستذكر أحداث تلك السنوات التي مضت.. وقبل أن نقلب تلك صفحات سنوات العمر لابد أن أسجد سجودا طويلا لله القادر والكريم وأن أشكره على أن تصل سنوات العمر إلى مرحلة قريبة من النهاية دون أن أشعر بالندم أو الشعور بضياع الوقت دون أن أحقق كل الآمال المعقودة.. لقد عشت حياة سعيدة بين أسرتي وأولادي لقد ساعدتني كثيرا زوجتي الفاضلة في تحمل مسؤوليات الأسرة بل وتحملت كل المشقة لإسعاد أفراد الأسرة.. ها هم أحفادي يزوروني وهم سعداء وفي بهجة كبيرة ويحومون حول جدتهم فوزية التي كانت تحضر لهم كل ما يسعدهم من ألعاب ومأكولات، وبهذه السعادة التي أشعر بها عند أولادي وأحفادي يزداد سعادتي، وأحرص كثيرا على يوم تجمعنا.. وأتبادل معهم الأحاديث الجميلة وبكلمات بسيطة ولطيفة أسعد بنطقها من لسان أحفادي، وكل هذا لم ينسني تذكر ابني فهد شهيد العمل الإنساني الذي استشهد مع رفيق دربه د. وليد العلي في حادث إرهابي في بوركينا فاسو.. وعندما استذكر فهد فإن الدموع تصب من عيني بغزارة.. ولكن أسعد وأتوقف عندما ألقى أولاده عبدالمحسن وفوز ويوسف.. وفي مجال العمل فقد بدأت مدرسا في مدرسة العديلية المشتركة ومدرسة المأمون لمدة عشر سنوات وكنت في شبابي عاشقا للإعلام فبدأت معدا ومقدما لبرنامج الرياضة والشباب بإذاعة الكويت كذلك عملت صحافيا رياضيا في الصحف المحلية بجريدة «الرأي العام» و«الوطن» و«الأنباء»، واختارني الشيخ فهد الأحمد، رحمه الله وطيب الله ثراه، رئيسا لتحرير جريدة الجماهير التي أسسها في الثمانينيات، وعدت بعد ذلك لأواصل نشاطي الصحافي لأعمل كاتبا للمقالات في «الوطن» و«الأنباء» و«السياسة» و«القبس».. وما زلت أواصل هوايتي في الصحافة كاتبا للمقالات في جريدتي «الأنباء» التي بدأت معها عند تأسيسها.
وعملت أيضا رئيسا لقسم الاعلام والعلاقات بوزارة التربية ثم وزارة المالية وتدرجت العمل في المالية إلى أن اخترت مديرا لإدارة الضيافات..
وعند تأسيس الهيئة العامة للشباب والرياضة فقد اختارني العم الفاضل خالد الحمد رئيس الهيئة؛ لأن أعمل معه عند تأسيس الهيئة كمدير لإدارة العلاقات العامة والاعلام..
ومن خلال عملي في الصحافة فقد اخترت عضوا بمجلس جمعية الصحافيين ثم أمينا للسر، وأثناء ذلك قمت مع مجموعة من الزملاء بتأسيس رابطة الصحافيين الرياضيين الكويتيين وسافرت بتكليف من إدارة جمعية الصحافيين إلى إيطاليا عام 1977 لحضور مؤتمر الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وتقدمت خلال المؤتمر بطلب انضمام الكويت إلى الاتحاد الدولي.. ولله الحمد على أن الاتحاد الدولي وافق على عضوية الكويت بالاتحاد الدولي.. ولم أتوقف وخلال دورة الألعاب الآسيوية في بانكوك بتايلند، وتكليفي من قبل مجلس إدارة جمعية الصحافيين التقيت بمجموعة من الصحافيين الآسيويين واتفقنا على تأسيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية عام 1978.. وكان المؤتمر التأسيسي للاتحاد عقد برعاية المغفور له الشيخ فهد الأحمد.
وعلى المستوى الاجتماعي، فلقد اخترت من قبل الجمعية العمومية لجمعية قرطبة التعاونية رئيسا للجمعية لمدة ثلاث سنوات وفي عام 1994 تم اختياري مختارا لمنطقة قرطبة بترشيح ودعم الشيخ أحمد الحمود الذي كان وزيرا للداخلية.
لقد حاولت أن أقلب صفحات تلك السنوات من عمري، فقد كسبت كثيرا من الأصدقاء ومنهم صحافيون عرب وآسيويون وعالميون وأصدقاء من المجتمع الذي عشت به سنوات عمري، ولقد سعدت كثيرا بهذه الوجوه الطيبة من الأصدقاء، ولا أريد أن أذكر بعض الأسماء تجنبا للإحراج من نسيان بعض الأسماء.
أستطيع أن أقول بكل فخر لقد أسعدتني سنوات العمر؛ لأنني كسبت العديد من الأصدقاء الأحبة ولم أخسر أي صديق.. كانت علاقتي مع أسرتي وأصدقائي علاقة محبة وسعادة، كذلك فإنني سأواصل طريقي في سنوات العمر إلى النهاية دون أن أشعر بأنني ندمت أو شعرت بالفشل.. الحياة تمضي ولا داعي لأن أنتظر نهايتي، فما قدر لي بيد الخالق، وأرى أن رحيلي من هذه الدنيا سيكون بداية لحياة تكون أسعد عند الخالق الباري. تحياتي للجميع وقبلات محبة لكل الذين عرفتهم وعشت معهم أسعد أيام عمري..
دعاء: «ربنا يا واسع الفضل والرحمة تولّ أمرنا وأحسن خلاصنا، كن لنا وليا ومعينا وظهيرا ونصيرا»..
والله الموفق،،،