أرض الخير والمسرات، أهلها أهل الطيب وقلوبهم بيضاء، أياديهم ممدودة بالخير للبعيد قبل القريب، ورثوها من الأجداد والآباء، شيدوا هذه الأرض بسواعدهم وتكاتفهم وتلاحمهم في احلك الظروف وأصعبها، جالوا في البحر والبر في كل المشقات؛ بحثا عن الرزق حتى زاد الله هذه الأرض غنى بالنفط «الذهب الأسود».
تطورت هذه الأرض وشقت طريقها نحو العالم، توجت باستقلالها ووضعت دستورها وقوانينها وأسست نظاما ديموقراطيا، وجعلت الشعب يختار له ممثلين له في مجلس الأمة يراقب سلطته التنفيذية ويشرع القوانين التي تنهض بالكويت وتواكب متغيرات هذا العالم الشاسع والذي نتأثر فيه ويؤثر علينا سلبا وإيجابا.
ما يحدث اليوم من «طفرة» في الحياة السياسية في الكويت أمر صعب علينا كمواطنين مسايرتنا للتعايش مع أوضاع التضخم المالي العالمي، فأصبح ما يجنيه المواطنون من أموال في تقلص مستمر، أي ان القوة الشرائية التهمت أموالنا، وعليه يجب إيجاد الحلول ولا مفر من ذلك.
ماذا نستفيد من الحكومة ومجلس الأمة اذا لم يلامسوا همومنا؟
ماذا تعني لي الديموقراطية بمقابل سحق الطبقة المتوسطة او الكادحة؟
ما نتائج الثبات على المبادئ والقيم بوجود عدم توافق بين الطرفين التنفيذي والتشريعي؟
ان مطالبنا ليست كلها مادية وهذا أمر صحيح، وفي الواقع أيضا أننا بحاجة لتصحيحات مالية سريعة ببعض الزيادات المالية على الرواتب وبعض البدلات والعلاوات المالية الخاصة بغلاء المعيشة والزواج والأبناء وزيادة في بدل الايجار.
هذه الحلول ممكنة وواقعية وقابلة للتطبيق، خاصة أنها لم تتغير منذ سنوات وواقع الحال المالي يقول ان هذا العالم تغير تماما سياسيا وماليا واقتصاديا وحتى إنسانيا.
أموال الكويت كثيرة واستثماراتها وصناديقها السيادية وفيرة، وذلك يحتاج إلى إدارة حصيفة في الوقت الحالي لنحل كل مشاكلنا في وقت واحد!
يجب ان نقدم الزيادات المالية التي ذكرتها في اعلى المقال أولا، ثم ننتقل الى سبب التأزم السياسي الحالي وهو موضوع إسقاط القروض، خاصة ان المجلس الحالي تسلم زمام الأمور منذ 3 شهور فقط، ومن المنطق تقسيم الملفات حسب أهميتها والمقدرة على سرعة إنجازها فالأهم قبل المهم.
وأقول للجميع: «اذا تحبون هذا الوطن لا تثقلون عليه ولا على شعبه بصراعاتكم اللامنتهية!».
وفي النهاية علينا أن نعرف أن الكويت لا تقبل القسمة على اثنين لا لمعارضة ولا لحكومة ولا غيرهما، فالكويت للجميع وعلينا الحفاظ على مصالحها وثرواتها ومقدراتها وكلها للشعب.
في الختام، نحمد الله على نعمة الكويت، وندعو الله ألا يغير حالنا إلا إلى الأفضل ولما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد.
ودمتم بخير.