بعيدا عن أي انحياز لأي طرف من أطراف الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وبعيدا عن أي حسابات سياسية يمكن الإشارة إليها في معرض حديثنا عن هذا الصراع الذي إن صحت العبارة لا يغني ولا يسمن من جوع، ولا يضيف أو يحقق أي مكاسب لأي طرف من أطرافه ومؤيديه، نخرج بنتيجة أن هناك حربا وبالتالي هناك ضحايا.
وهو الأمر الذي يعتصر في النفس لتلك الأرواح التي تزهق ويبطش بها من جميع الأطراف وليس حكرا على طرف دون الآخر.
فالجميع خاسر في هذه الحرب وبغضّ النظر عن صاحب الحق الحقيقي أو المزيف. وما نريد قوله هنا أن هذه الحرب التي تشكل بؤرة صراع خطيرة جدا إذا ما تجاوزت قواعدها الحالية.
ويمكن أن تخرج الأمور عن السيطرة. فالنفس البشرية تتعرض للكثير من الضغوط وخاصة من هم بالواجهة من أمثال رئيسي الدولتين روسيا وأوكرانيا.
ويمكننا أن نشهد ما نشير إليه من خلال التطورات الأخيرة المتمثلة في محاولة روسيا تدوير زوايا الحرب وهجومها على أوكرانيا وعبر تكثيف مستوى العنف والتدمير، وبطبيعة الحال ما يقابله في المقلب الآخر من ناحية الضربة الموجعة التي وجهتها مؤخرا لروسيا.
والتي أيضا وبطبيعة الحال لا تمر مرور الكرام ليقابلها رد فعل أكثر ضراوة وأكثر إيلاما لأوكرانيا.
ومن ناحية أخرى نقول صحيح أن رأي الخبراء العسكريين وإن لم يكن مصيبا تماما ولم يكن كذلك من قبل.
نقول إن التهديدات التي يطلقها الرئيس بوتين بإمكانية استخدام السلاح النووي في هذه الحرب إذا ما تم تجاوز الخطوط الحمراء والتي فيما يبدو أنها ليست بعيدة الاحتمال في ظل الصراع الحالي وفي تقديرنا أنه صراع بين الشرق والغرب بمعنى أصح.
وصحيح أن الرئيس بوتين أنه في جميع الأحوال سوف يفكر مئات المرات قبل أن يعطي القرار باستخدام السلاح النووي بغض النظر عن البادئ باستخدامه حيث يدرك أن ذلك يمكن أن يشكل نهاية العالم ونهاية الجنس البشري بسبب خطأ غير متوقع، وأيضا في تقديرنا الشخصي أنه وعلى الرغم ما يظهر لنا من قوته السياسية إلا أنه لن يتمكن من التقرير بهذا الشأن وسوف يتم منعه بطريقة أو بأخرى من داخل قيادته في روسيا ومنعه من ارتكاب هذا الخطأ الجسيم.
وفي الختام نقول إن الجهود الدولية يتوجب أن تتغير وتعمل على حل الأزمة بالطرق الديبلوماسية ووقف هدر الدم في تلك المنطقة من العالم.
وفي السياق ذاته نجد أن دولة الامارات العربية المتحدة يمكنها هنا أن تلعب دورا مهما في هذا الشأن نتمنى حدوثه، كما عودتنا في مواقف سياسية سابقة، لدرء الحروب ووقفها بما يحفظ ماء الوجه للجميع حقنا للدماء وإرساء للسلام في العالم. والله الموفق.
[email protected]