في الثمانينيات أنجزنا إعادة هيكلة الخطوط الجوية الكويتية بالتعاون مع شركة استشارات أجنبية، حيث كنت منسقا ومشاركا في هذا العمل وتم تحديث وتطوير الهيكل التنظيمي والوظيفي، كما تمت كتابة وصف لجميع الوظائف وتمت دراسة رواتبها مقارنة بالسوق المحلي والخارجي مع شركات طيران.
وقد تم تصميم نظام لتقييم الوظائف وتحديد الراتب المناسب لها وبعدها تم عرض نتائج هذه الدراسة على الخدمة المدنية، حيث كانت تتبع ديوان الخدمة المدنية من حيث التعيين والرواتب ولكن هذه الدراسة تميزت بأن نقلت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية من جدول رواتب الخدمة المدنية إلى جدول رواتب مستقل ونظام تعيين وترقيات وإجراءات شؤون الموارد البشرية مستقل.
وبهذا حافظت «الكويتية» على الكفاءات الكويتية وشجعت حديثي التخرج الكويتيين على التوظيف فيها، بالإضافة إلى مزايا أخرى مثل التأمين الصحي والتذاكر المجانية والمخفضة للموظفين وعائلاتهم وإنشاء مركز للتدريب والتأهيل.
ونجحت وقتها في نقل شعار علم الكويت لأغلب دول العالم وكانت الطيران الوطني المنافس والمميز بين دول الخليج العربي وبقية الدول، وللعلم تم إدخال موظفين كويتيين في هذا المشروع ليكتسبوا المهارة والمعلومة بهذا العمل ويمارسون تطبيقه وتحديثه بأنفسهم وليس بالاستعانة بشركة استشارات أجنبية أو مستشارين وافدين.
ولكن فوجئنا بشركة استشارات أجنبية للقيام بتحويلها من مؤسسة إلى شركة وتغيير كل ما تم إنجازه سابقا، مما أدى إلى انخفاض الرواتب وعدم تشجع الكويتين حديثي التخرج على العمل فيها وقلق ومشاكل في موظفيها، وفوق ذلك لم تصرف للموظفين الكويتيين دعم عمالة.
والمفروض ان شركة الاستشارات التي اتفقت معها إدارة الخطوط الجوية الكويتية تقوم بعمل يهدف إلى تطوير ورفع مستوى هيكلها التنظيمي والوظيفي والحفاظ على جدول الرواتب المناسب والمشجع للموظفين الكويتيين ولتشجيع توظيف حديثي التخرج وذوي الخبرة من الكويتيين، وليس فقط الجانب الفني والتسويقي في الرحلات والصيانة.
ولهذا أنا مع اقتراحات أعضاء مجلس الأمة الذين قدموا اقتراحا بتحويل شركة الخطوط الجوية الكويتية إلى مؤسسة حكومية بالكامل، كما كانت، ولتطبيق وتفعيل هذا الاقتراح يجب أن تتم الاستعانة بالكفاءات الوطنية الاستشارية، وليس الأجنبية.
ليقدموا خطة عمل لهذا التحويل يتضمن مراحل المشروع من تشخيص ووقت وتكلفة لتحقيق أهدافها بتحديث وتطوير الهيكل التنظيمي والوظيفي وجدول الرواتب واللوائح الداخلية التي تشجع وتدعم الموظفين الكويتيين وحديثي التخرج للعمل والإنتاجية بأداء افضل وتكون بمستوى رواتب شركات الطيران المحلية والخليجية، وتكون مؤسسة حكومية لها ميزانية مستقلة كما كانت.
وبهذا يتم حل جميع المشاكل التي تعرضت لها الخطوط الجوية الكويتية وترجع مؤسسة طيران وطنية ترفع علم الكويت في أغلب دول العالم، كما اقترح وضع شروط للتعيين بوظائف قيادية وإشرافية، وأهمها أن يكون كويتيا ولديه المؤهل والخبرة المتعلقة بالوظيفة وتكون الأولوية للموظفين الكويتيين الذين يعملون داخل الخطوط الجوية الكويتية وليس باراشوتية وواسطة.
وكذلك أقترح اختيار أعضاء مجلس الإدارة ممن لديهم المؤهل والخبرة بما يتعلق بالطيران التجاري في جميع المجالات الفنية والهندسية والمالية والإدارية حتى يتخذوا قرارات في صالح الخطوط الجوية الكويتية.
[email protected]