واصل الجيش الأوكراني امس عملياته القتالية لبسط سيطرته الكاملة على سوليدار رغم «الوضع الصعب» و«المعارك العنيفة» في المدينة الصغيرة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها بلا هوادة أملا في عكس مسار الحرب.
وأكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار خلال مؤتمر صحافي أن الجيش يقاتل من أجل سوليدار في شرق أوكرانيا لكن «الوضع صعب» على الأرض في ظل معارك هي «الأشرس» مع القوات الروسية.
وقالت «تتواصل المعارك الأشرس والأعنف في سوليدار»، مضيفة «رغم أن الوضع صعب، يقاتل الجنود الأوكرانيون من دون توقف»، لعدم إعطاء الفرصة للقوات الروسية، خصوصا قوات مجموعة فاغنر، لمهاجمة بعد ذلك مدينة باخموت المجاورة من جزئها الشمالي.
وقالت ماليار «روسيا ترسل الآلاف من مواطنيها إلى المسلخ، لكننا صامدون»، مشيدة بـ«مقاومة وبطولة» القوات الأوكرانية. ومن دون تقديم أرقام، قالت ماليار أمس إن القوات الروسية التي تقاتل في سوليدار «تتكبد خسائر فادحة، وتحاول دون جدوى اختراق دفاعنا».
وذكرت نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن روسيا تعزز قواتها في البلاد، مشيرة إلى أن عدد الوحدات العسكرية الروسية في أوكرانيا ارتفع من 250 قبل أسبوع إلى 280، في حين تحاول موسكو امتلاك زمام «المبادرة الإستراتيجية».
في المقابل، أشاد الكرملين امس بـ«العمل الضخم» و«الأعمال البطولية» لمقاتلي فاغنر على جبهة القتال. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين «مازال أمامنا الكثير من العمل. ليس هناك وقت للتوقف والابتهاج». وبعد تعيين روسيا رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف «قائد المجموعة المشتركة للقوات» المنتشرة في أوكرانيا ليحل مكان الجنرال سيرغي سوروفيكين، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن التبديل جرى بسبب «زيادة المهمات» التي يتعين إنجازها و«الحاجة» إلى «تفاعل أوثق» بين مكونات الجيش.
من جانبها، ذكرت الإدارة العسكرية في مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا أن الروس قصفوا عموم أراضي المقاطعة الجنوبية خلال 24 ساعة أكثر من 90 مرة، مستخدمين المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون. وأضافت أن القصف استهدف أحياء سكنية ومستشفى الولادة في المدينة ومنشآت خاصة، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
على الصعيد الديبلوماسي، أعلنت المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا لوكالة فرانس برس أن روسيا وأوكرانيا لم تتوصلا إلى اتفاق جديد لتبادل سجناء في محادثات تركيا، مشيرة إلى أن تصريحاتها السابقة حول احتمال التوصل إلى اتفاق أسيء فهمها. وقالت موسكالكوفا بعد محادثات مع نظيرها الأوكراني إن «شخصا ما أساء فهم أمر ما». وأضافت «نتحدث عن نتائج عملنا السابق. عمليات تبادل (السجناء) سبق أن حصلت».
من جهة أخرى،، قالت الرئاسة الأوكرانية إن ليتوانيا تعهدت بنقل أنظمة دفاع جوي ومدافع مضادة للطائرات إلى أوكرانيا، وذلك بعد اجتماع عقده زيلينسكي في لفيف مع رئيس پولندا أندريه دودا ورئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا.
وقال الرئيس الپولندي ـ وفق وكالة إنترفاكس الأوكرانية ـ إن بلاده ستكون ضمن الدول التي ستزود أوكرانيا بدبابات من نوع ليوبارد، في حين أكد رئيس ليتوانيا التزام بلاده بتقديم المساعدة الدفاعية لأوكرانيا.
واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي مهمة أكثر من أي وقت مضى، وأن هناك حاجة لزيادة مستوى الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا.
في غضون ذلك، حكمت محكمة روسية على جندي يبلغ 24 عاما بالسجن خمس سنوات لرفضه القتال في أوكرانيا، وفق ما قال مسؤولون امس. وقال المكتب الإعلامي للمحاكم في منطقة باشكورتوستان في جنوب الأورال في بيان إن الجندي «لم يكن يريد المشاركة في عملية عسكرية خاصة» وبالتالي لم يلتحق بالخدمة في مايو 2022. وأضاف البيان أن سلطات إنفاذ القانون عثرت على الجندي مارسيل كاندروف في سبتمبر.