أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما وصفه «ديناميكية إيجابية» حربه على أوكرانيا، وسط تقارير حول صراع قوى بين أجنحة القوات المسلحة التي شهدت عدة تغييرات منذ بدء الغزو في فبراير الماضي.
وفي دليل اضافي على التنافس الحاد بين قيادات الحرب، أشاد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة المرتزقة الروسية «فاغنر» بفاعلية قواته في أوكرانيا حيث تنشط في منافسة مع الجيش الروسي، فشدد على «استقلالها» وخضوعها لـ «انضباط شرس»، في انتقاد مبطن لتفكك القيادة العسكرية العليا الروسية التي تواجه اتهامات بالافتقار إلى التنسيق والابتعاد عن واقع الميدان، بما في ذلك من بعض أنصار بوتين.
ورغم أن بوتين أكد في مقابلة مع القناة العامة الروسية أمس، أن «كل شيء يسير وفق خطط وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة»، قال بريغوجين في فيديو نشره جهازه الإعلامي، ان ما سمح لمرتزقته بالسيطرة على مدينة سوليدار شرق أوكرانيا، والتي لاتزال كييف تنفي سقوطها، هو انهم متمرسون في القتال و«يحققون كل أهدافهم بصورة مستقلة» لأنهم يملكون طائراتهم ومدفعيتهم ومدرعاتهم.
وأضاف بريغوجين الملقب بـ «طباخ بوتين»، أن «الأهم هو نظام القيادة الذي تم تطويره بشكل تام»، وأنه «بعد اتخاذ قرار، يتم تنفيذ كل المهمات، لا يمكن لأحد العودة إلى الخلف. ما يعطينا هذه الإمكانية هو الانضباط الأكثر شراسة».
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال، إن الكرملين عين رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف قائدا للقوات الروسية في أوكرانيا، حيث عادت القيادة إلى الرجل الذي قاد الغزو في بدايته. وقالت الصحيفة إن غيراسيموف سيواجه في بعض النواحي بريغوجين وقوات فاغنر التابعة له، إذ قدم طباخ بوتين نفسه ومرتزقته على أنهم القوة الدافعة الوحيدة في ما كان أكبر اختراق لروسيا بساحة المعركة منذ شهور في مدينة سوليدار.
لكن كييف تنفي كل هذه المعلومات، حيث أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو أن مدينة سوليدار لاتزال تحت سيطرتها، مؤكدا أن «المعارك تستمر في المدينة وخارجها» لكنه وصف الوضع بـ«الصعب». حتى بيرغوجين نفسه قال إنه سيعمل على «إرسال جثث جميع قوات الجيش الأوكراني لسلطات كييف»، مؤكدا أن قواته «ستسيطر على سوليدار خلال أسبوعين فقط»، ما يناقض إعلان وزارة الدفاع الروسية السيطرة الكاملة على المدينة الإستراتيجية قرب مدينة باخموت التي تحاول منذ أشهر الاستيلاء عليها.
على صعيد آخر، أفاد الجيش الأوكراني أمس برصد زيادة في عدد السفن الروسية التي وضعت في حالة تأهب قتالي على جبهة البحر الأسود. وقال الجيش الأوكراني إن روسيا عززت وجودها في البحر الأسود بـ 5 حاملات صواريخ وغواصة واحدة خلال الساعات الماضية.
من جهة أخرى، ارتفعت أمس أعداد ضحايا القصف الصاروخي الروسي على مبنى سكني في دنيبرو شرق أوكرانيا إلى أكثر من 23 قتيلا، مع توقعات بارتفاع العدد، فيما كانت السلطات تبحث عن 40 مفقودا.