[email protected]
تشكل إحصائيات حالات الطلاق في دول الخليج رقما مخيفا فعلا، ويدق ناقوسا للخطر يتوجب الوقوف عنده بشكل جدي من قبل جميع الجهات المعنية في تلك الدول، ولب موضوع مقالنا اليوم هو الإجراءات تجاه هذه السلبية المؤثرة على مجتمعنا بشكل عام، وبالنظر إلى صغر حجم هذا المجتمع بالقياس للكثير من المجتمعات الأخرى والتي لا تتناسب مع أرقام الطلاق المعلنة مؤخرا، حيث سجلت حالات الزواج خللا مقارنة بحالات الطلاق وهذه الأرقام ولا شك مخيفة جدا! وبناء عليه فإن هذه القضية تتطلب من الدول الخليجية القيام بإجراءات ما للوقوف على أوجه القصور والخلل فيها.
ونقول إن هناك من ينادي بإلزام المتقدمين للزواج بحضور دورة ثقافية ونفسية ومادية تعمل على تهيئته بالشكل الأمثل للدخول في تلك الحياة الجديدة المختلفة كليا عن حياته السابقة، وهذا يبدو مقترحا جيدا للحد من حالات الطلاق تلك المخيفة!
ومن جانب آخر أيضا، وبناء على معطيات وأخبار نشرت مؤخرا حول هذا الموضوع نجد أنه في الوقت الذي استمرت فيه نسبة الطلاق في الخليج بالارتفاع، أشارت إحصائيات الطلاق الصادرة إلى أن أعلى نسبة من حالات الطلاق للزوجات كانت من حملة المؤهلات الجامعية، وتليها من هم حملة الثانوية، ثم يليها حملة المؤهلات الدبلوم فوق الثانوية. ومن ناحية أخرى نقول إن بعض الإحصائيات المنشورة نرى أن النسبة تعبر عن وجود خلل كبير وسلبيات أكثر من الحد المعقول، الأمر الذي يستلزم من الدول «كما أسلفنا» بذل جهد من نوع خاص للحد من هذه المشكلة التي تؤثر بشكل سلبي وكبير على باقي أركان وأساسات المجتمع الذي نعيش فيه.. وتؤرق مفاصله بطريقة تعطل الكثير من نموه بشكل طبيعي.
وتعمل على خلق مشاكل لم يعهدها مجتمعنا نظرا لتشعب الحياة العصرية التي نعايشها في ظل مجتمع مثل المجتمع الخليجي، إن الحاجة لبذل جهود مضاعفه أصبح ملحا وبدرجة كبيرة بالنظر إلى الآثار الجانبية الأخرى في خضم هذه المشكلة وتتجاوز الشكل الذي تبدو عليه.. فحجمها أكبر مما تبدو عليه.
وفي هذا الصدد، يمكننا أن نرى من وجهة نظرنا بعض من تلك الحلول وهو توجه دول الخليج للقيام بإنشاء جهة متخصصة تعمل على التقريب بين الأزواج المتوجهين للطلاق لإصلاح ذات البين فيما بينهما كمرحلة أخيرة قبل الطلاق أو تأخير إجراءات وسمات الطلاق لفترات طويلة قد تسهم في إعادة النظر في الطلاق، وأيضا يمكن للدول أن تقوم بتنظيم دورات تثقيفية للمقبلين على الزواج وتكون إلزامية الغرض منها تنوير وتثقيف المقبلين على هذه المرحلة من حياتهم.
أفلا ننتظر المزيد من إجراءات جادة وحاسمة في هذا الصدد من قبل دول الخليج والجهات المعنية والعمل لوقف استفحالها لتصل إلى أبعاد لا يمكن السيطرة عليها في المدى البعيد.. والله ولي التوفيق.