قـال وزيــر الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن تركيا تؤيد تطبيع العلاقات مع حكومة دمشق، مشيرا إلى أن أنقرة طلبت مساعدة موسكو في ذلك.
وفي مؤتمر صحافي حول نتائج السياسة الخارجية الروسية للعام 2022، أوضح لافروف أن موسكو تقوم بالتحضير لاجتماع ثلاثي، يضم وزراء خارجية تركيا وروسيا وسورية، مضيفا أنه «يجري إعداد الاتصالات بهذا الشأن، وفق ما نقلت وكالة «تاس» الروسية.
وذكر أن «تركيا دعت إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه مستعد للقاء نظيره السوري بشار الأسد»، مشيرا إلى أن أردوغان «طلب منا المساعدة، وعقد اجتماع لوزراء دفاع تركيا وسورية بوساطة روسية، ويجري التحضير لاجتماع وزراء الخارجية». واتهم لافروف الغرب بأنه لا يريد عودة اللاجئين، مضيفا أن «مؤشرات المساعدات الإنسانية المقدمة لسورية هي من بين الأسوأ».
من جهة أخرى، كشف مسؤول أمني تركي رفيع المستوى عن استعداد بلاده لطرح جميع المواضيع على طاولة الحوار مع حكومة دمشق، بما في ذلك انسحاب القوات التركية كليا أو جزئيا من سورية.
وقال المسؤول لموقع (بي بي سي التركي): «لا توجد خطوط حمراء وشروط مسبقة مطروحة على الطاولة اليوم»، مشيرا إلى أنه يمكن التفاوض على أي موضوع.
وفي السياق، قال عضو البرلمان السوري وعضو اللجنة الدستورية، صفوان قربي في حديثه إلى الموقع، إنه يجب إعادة تأهيل فصائل المعارضة المسلحة سواء بالقوة أو بالحلول اللينة، وإدماجهم في العملية السياسية والاستفادة من تجربة درعا.
وفي هذا الصدد قال قائد عسكري من المعارضة السورية الموجود في إدلب إلى الموقع، إن السلطات التركية اقترحت عليهم تجربة درعا في الجنوب، موضحا أن في حال حصل تقارب سياسي ستطرح هذه الفكرة على الطاولة.
وأكد مسؤول تركي آخر للموقع، أن أنقرة تدرس تشكيل لجان مشتركة بشأن «مكافحة الإرهاب وأمن الحدود» لتذكير حكومة دمشق بأن «وحدات حماية الشعب ما هي إلا فرع من حزب العمال الكردستاني، وتشكل تهديدا أمنيا خطيرا لدمشق واتفاقية أضنة».
وحول المعلومات التي تشير الى أن موسكو تخطط لجعل بعض الوحدات داخل قوات سورية الديموقراطية «قسد» الكردية جزءا من الجيش السوري، وعن عدم قبول أنقرة هذا الخيار، برر المسؤول التركي رفض هذا المقترح بسبب ضبابية طريقة دمج هذه الوحدات في جيش النظام، وآلية تمركزهم في سورية، وطريقة التفاهم بين الأطراف في هذا الخصوص، مؤكدا أن «الشيء المهم بالنسبة لنا هنا هو أمن الحدود والقضاء على التهديد، وإذا ما توفر ذلك فنحن مستعدون للتفاوض بشأن أي عرض دون شروط مسبقة».