بيروت - عمر حبنجر:
انعقدت الجلسة الانتخابية رقم 11 لرئاسة الجمهورية، من دون ان تنتخب رئيسا، كما درجت العادة منذ بدء المهلة الدستورية، والسبب مكرر ومعروف: غياب القرار الدولي، وتناقض الارادات الاقليمية، وارتهان قوى الداخل للإيحاءات الخارجية!
والعنوان الدائم للفشل الانتخابي: غياب المعطيات التي تسمح للكتل النيابية بالتوافق على اسم سواء وإصرار كل فريق على رئيس بمواصفاته السياسية، المرفوضة من الطرف الآخر.
القوات اللبنانية بلسان رئيسها سمير جعجع، سألت لماذا يصر الرئيس نبيه بري على اهدار الوقت، ولا يعقد جلسات متتالية، بدلا من تهريب النصاب بعد الجلسة الأولى، او لا يؤجلها الى أوقات متباعدة بدلا من الجلسات الاسبوعية المتتابعة بلا طائل. وأيد رئيس الكتائب سامي الجميل، عقد الدورات المتتالية حتى الوصول الى رئيس.
لكن النائب ملحم خلف والنائب نجاة صليبا، وبالتوافق مع نواب التغيير والتجدد والسياديين، ردوا على عدم تجاوب بري، بالاعتصام داخل مجلس النواب، وبالتناوب حتى موعد الجلسة الانتخابية المفترضة يوم الخميس المقبل، وقد انهمك زملاؤهما في تأمين الطعام لهما والمنامة. وأعلن خلف وهو نقيب سابق للمحامين، انه سيبقى في مجلس النواب، من أجل فتح دورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، انها خطوة في سبيل تطبيق الدستور.
وقالت النائب بولا يعقوبيان انها صوتت باسم الرابع من أغسطس تاريخ الانفجار في مرفأ بيروت، وقالت: الناس تريد الحقيقة، واصفة موقف مجلس النواب بالعاجز.
وتم إبلاغ النواب المعتصمين، بأنه سيتم إغلاق جميع مداخل المجلس النيابي وإطفاء الكهرباء عند الساعة 2 ونصف عصرا، فيما يبحث النواب عن طريقة لإبقاء مدخل واحد مفتوح للحفاظ على التواصل مع النواب المعتصمين.
هذه الخطوة السياسية التصعيدية من أجل تسريع عملية انتخاب الرئيس غيبت مستجدات العلاقة المتوترة بين حزب الله والتيار الحر، ضمن اطار تداعيات مشاركة وزير حزب الله في اجتماع حكومة تصريف الأعمال يوم الأربعاء، والتي تظهرت بحالتين: تصويت 7 من نواب التيار بأوراق تحمل عبارة «الأولويات الرئاسية» أما الآخرون فقد التزموا بورقة حزب الله البيضاء.. أي ان رئيس التيار الحر جبران باسيل لم يشأ كسر الجرة مع شريكه في «تفاهم مارمخايل»، بينما تجاهل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النائب جبران باسيل أثناء خروجه من القاعة، بعد التصويت بالورقة البيضاء، رغم مروره من أمامه مباشرة.
المرشح ميشال معوض، الذي انخفض رصيده الانتخابي من 41 صوتا في الجلسة الانتخابية العاشرة، الى 37 صوتا أمس، قال غداة الجلسة: يعملون على انتخاب رئيس تابع وخاضع !
وبالعودة الى أجواء الجلسة الحكومية التي عقدت بحضور 7 وزراء مسيحيين، بينهم وزيران من التيار الحر، ما أمن ميثاقية الجلسة، واستطاع اخراج مراسيم المال لوزارة الطاقة، والكهرباء بأفضل غطاء قانوني ودستوري، اعتبر رئيس التيار الحر جبران باسيل ووفقا لما نقلت اذاعة «لبنان الحر» عن مصادر قريبة من التيار، اعتبر نفسه رابحا، استنادا الى بيان مجلس المطارنة الموارنة، الذي رأى في اجتماعه الشهري أمس الأول انه ليس من حق رئيس الحكومة المستقيلة ان يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد دون موافقة الوزراء، ويصدر المراسيم ويوقعها من دون توقيع جميع الوزراء.
«اللقاء الديموقراطي» يهدّد بالمقاطعة والنائب خلف: أخجل أنني نائب
التكرار الروتيني لجلسات انتخاب الرئيس يستفز النواب
بيروت - أحمد عز الدين واتحاد درويش
التكرار الروتيني لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية تميز في جلسته الـ 11 بتشتت مواقف الكتل النيابية على حساب الورقة البيضاء واصوات المرشح ميشال معوض، وفيما ارتفعت اصوات تلوح بالتهديد بمقاطعة الجلسات اذا لم يتم التشاور حول سبل الخروج من مأزق المراوحة، فقد اعتصم نواب داخل القاعة العامة للمجلس.
الجلسة بدأت بالوقوف دقيقة صمت حدادا على رحيل الرئيس حسين الحسيني والنائبين السابقين جاك جو خدريان وجميل وشماس.
ثم كانت مداخلة للنائب ملحم خلف الذي قال: دخلنا في دوامة تعطيل قيام المؤسسات واخجل من نفسي ان اكون نائبا، فيما شعبنا يطالبنا بالمياه والكهرباء والخبز والحليب، الا انه امام مسؤولياتي كنائب وفقا للدستور سأبقى وزميلتي نجاة صليبا في القاعة لابقاء الجلسات مفتوحة وانتخاب رئيس. فرد عليه رئيس المجلس نبيه بري «ما بتمرق عليه هذه الالعاب».
عضو «اللقاء الديموقراطي» هادي ابو الحسن، قال: عدنا الى نفس الدوامة ونفس المأزق بعد تعطل دعوتين للحوار، ونحن نشارك في هذه الدوامة رغم عدم الرضا، وبدأنا نثبت يوما بعد يوم اننا مجلس عاجز. وقد يتكرر هذا المشهد للمرة 101، ونحن كلقاء ديموقراطي قد نضطر لتعليق مشاركتنا في الجلسات، لذا وحتى الجلسة المقبلة ندعو للتشاور لاجل الوصول الى حل.
النائب سامي الجميل قال: نتمنى ان يصدر عن رئيس المجلس وباسم النواب موقف متضامن مع القضاء من اجل الاستمرار في تحقيقات انفجار المرفأ للوصول الى حل، وكما تصدر بيانات دعم وتضامن مع القضايا العالمية نتمنى ان يصدر بيان تضامن مع القضاء.
من جهته، النائب ميشال معوض قال: عندما اغتيل والدي (رينيه معوض اول رئيس بعد الطائف عام 1989)، كان عمري 17 عاما، ومازلنا ننتقل من اغتيال الى اغتيال ومن تفجير الى تفجير دون تحقيق عدالة، ولا يمكن ان نبني وطنا ودولة دون عدالة.
الجلسة حضرها 110 نواب وجاءت نتيجة الاقتراع على الشكل الاتي:
ميشال معوض: 34 صوتا.
ورقة بيضاء:37.
لبنان الجديد:14 صوتا.
عصام خليفة:7 اصوات
زياد بارود:2
ميلاد ابو ملهب صوت واحد.
صلاح حنين صوت واحد.
واعتبرت 14 ورقة ملغاة.
وكان اللافت ان نواب «التيار الحر» وزعوا اصواتهم بين الورقة البيضاء ولبنان الجديد والورقة الملغاة.
وسأل النائب نديم الجميل: لماذا الغيت الاوراق التي تحمل اسم الميثاق والاولويات الرئاسية ولم تلغ اوراق لبنان الجديد؟ فرد الرئيس بري «لقد عبروا عن انفسهم».
وخلال عملية الفرز وجدت ورقة تحمل اسم ميلاد ابو ملهب الذي كان في القاعة ويرتدي زي «بابا نويل» وقف وصرخ بأعلى صوته «الله اكبر». فقال الرئيس بري: يمنع من الدخول الى المجلس في المرة المقبلة. وتولى عناصر أمن اخراجه من القاعة.
صاحب مبادرة «جمهورية لبنان الثالثة» عمر حرفوش يقدم 20 سريراً للمعتصمين داخل المجلس
بيروت: قدم عمر حرفوش، صاحب مبادرة «جمهورية لبنان الثالثة»، 20 سريرا للنواب المعتصمين في مجلس النواب، إضافة إلى وسائل تدفئة ومولد كهربائي، وذلك كي يتمكنوا من الصمود داخل أروقة المجلس لوقت طويل.
مبادرة حرفوش هدفها تشجيع النواب على المشاركة في الاعتصام لاحداث خرق جدي في ملف الانتخابات الرئاسية، وأن تكون هذه الخطوة بمنزلة اعلان التمرد على الشغور الرئاسي وكل المخططات التي تدعم التسويات والتدخلات الخارجية.
وكان حرفوش أعلن دعمه للنواب المعتصمين داخل البرلمان، داعيا لعدم خروجهم قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بطريقة ديموقراطية وبعيدا عن اي تدخلات اقليمية أو خارجية، وتأسيس جمهورية لبنان الجديدة الثالثة.