يثبت فيلم «M3GAN» للمخرج جيرارد جونستون أنه أكثر من مجرد رقصات روبوتات رائعة يمكن تحويلها لصور متحركة (gif)، إنه عمل يرضي الحماس المنتشر عبر الإنترنت مع قيمة إنتاجه الجيدة.
يأتي الفيلم من مخرج «Housebound» الذي صدر في 2014 ومن تأليف أكيلا كوبر التي كتبت فيلم «Malignant» عام 2021، وهو يروي قصة ذكاء اصطناعي تشويقية تتفوق على «Child’s Play» من عام 2019.
ينجح «M3GAN» في تقديم قصة الفتاة الأميركية التي تلتقي بالدمية المضطربة نفسيا، والذي يسلط الضوء على الروبوت الخالي من الروح من صنع البشرية، وفي نفس الوقت يقدم رعبا ترفيهيا جديرا بصنع الكثير من صور «الميم» التي لا تنسى، فلا تتوقعوا رؤية شيء مثالي بين أسلوب سرد القصة الذي يحاول دفع الحبكة من خلال الدراما العائلية أو كيف يتجاوز حس الفكاهة لحظات الدمية الأكثر رعبا، لكن توقعوا أن يبدأ الفيلم في 2023 مع شريرة غير تقليدية تقوم بكل ما يخطر على البال.
تلعب أليسون ويليامز دور «جيما»، عالمة الروبوتات المدمنة على العمل لدى شركة دمى كبيرة، والتي تم تعليق مشروعها الأخير لدى شركة «Funki» بسبب حدوث كارثة، تصبح «جيما» الوصية على ابنة اختها كادي (فيوليت ماكغرو) بعد حادثة بمركبة إزالة ثلج جعلتها يتيمة، ويستكشف سيناريو المؤلف كوبر صدمة المراهقين بعد وفاة الوالدين عندما تقرر «جيما» تجنيد «كادي» كأحدث عنصر اختبار لاختراعها، وتقوم «جيما» بتعريف «كادي» على دميتها الخارقة ذات الذكاء الاصطناعي «M3GAN» (تمثلها صوتيا جينا ديفيس/ وجسديا إيمي دونالد)، وهي دمية متكاملة تعمل بمنزلة أفضل صديقة، وراعية، ومعلمة، وتتمتع بقدرات تعلم متقدمة تجعل «Furby» الدمية يبدو وكأنها مجرد تمثال، وتشكل «كادي» وM3GAN رابطة لا تتزعزع مما يثير سعادة «جيما» والرئيس التنفيذي لشركة Funki ديفيد (روني تشينغ)، وذلك قبل أن يتحول كل شيء إلى ما يشبه أفلام Small Soldiers وChild’s Play وغيرها من أفلام الدمى التي تصبح شريرة.
يسعى الفيلم الى سرد قصة تحذيرية حول هوسنا بالتكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين من خلال عيون امرأة عاملة فرضت عليها الأمومة ليس عن طريق الاختيار، ولكن القدر، تضع ويليامز وفيوليت ماكغرو حاجزا بين شخصيتيهما عن قصد، و«M3GAN» هي منقذتهما، وتسلط المؤلفة كوبر الضوء على إهمال «جيما» المأساوي بسبب خدمات «M3GAN» المبرمجة التي تتجاوز الرفقة، والتي يتم توبيخها بهدوء من قبل زميلة «جيما» في العمل تيس (جين فان إيبس) في عالم، حيث يقوم الـ «IPad» بتربية الأطفال، إنه قصة حول بشريتان تفضلان التفاعل مع برنامج بدلا من مواجهة المشاعر التي تسببت بها خسارة «كادي» الكبيرة وقلق «جيما» من انقلاب عالمها، وهو أمر يجسد هذا العقد من الزمن تماما.
يعاني «M3GAN» أحيانا كفيلم درامي، حيث تتصارع الأم الجديدة مع الابنة العنيدة حول التغييرات المفجعة في حياتيهما، وبالرغم من أننا نشاهد الفيلم من أجل ما ستفعله «M3GAN»، إلا أنه يسير بوتيرة تجعل المشاهدين ينتظرون طويلا قبل أن ينتقل إلى الدموية.
يمتاز جونستون ببراعته في مزج الرعب المثير للقشعريرة مع حس الفكاهة المضحك، لدرجة نشعر بأن الفواصل التي تركز على الشخصية تبدو ذات زخم أبطأ في تصوير تطور «M3GAN» من كمبيوتر خارق مراقب إلى ذكاء اصطناعي قاتل، إنه فيلم ترفيهي من دون عناء يستخدم المحاكاة الساخرة للرعب، لكنه لا يعطي شعورا بأنه يوازن جيدا بين التلاعب الشرير لـ«M3GAN»، والهشاشة العاطفية على المحك، واللقطات المرعبة الرائعة للدمية القاتلة.
عندما ينفذ جونستون ما يبرع به دائما، يكون «M3GAN» منيعا بالكامل، ويضفي روني تشينع جانبا كوميديا للفيلم بدور المتحمس للعمل في شركة دمى، والذي يصرخ عندما يشعر بالحماس كلاما ضد شركة «Hasbro» المنافسة، ولا يهدف الفيلم إطلاقا لأن يكون مباشرا، وهو أمر تنقله المؤلفة كوبر من «Malignant» ويكرمه المخرج جونستون.