بيروت ـ داود رمال
لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى أن «لبنان اليوم بلد أمن، أي أن اسرائيل لا تجرؤ على ان تقصفه، والست سنوات المقبلة للبنان وشعبه هي سنوات مصيرية، واذا بقينا كما نحن ذاهبون الى الانهيار»، مشيرا إلى «اننا نريد رئيس جمهورية وكذلك حكومة لإنقاذ البلد، ونريد رئيسا شجاعا ولديه استعداد يضحي وفي حال تم تهديده من الاميركيين لا يخاف»، لافتا إلى أن «القوى التي تسمي نفسها سيادية تعلم حجم التدخل الاميركي وتصمت لأن السيادية شعار فارغ في العالم».
ورأى نصرالله، في خطاب في الذكرى الثلاثين لانطلاقة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق امس، أن «على الجميع تحمل المسؤولية، وإنقاذ الوضع الاقتصادي والحياتي والمعيشي ليس فقط مسؤولية الدولة ومؤسساتها، بل هو أيضا مسؤولية الشعب والمجتمع والقوى السياسية والخبراء، كل بحسب موقعه».
وذكر أن «للوصول إلى رؤية، يجب دراسة الأسباب الحقيقية لما وصلنا إليه من مستوى اقتصادي ومالي في لبنان، بطريقة واقعية»، لافتا إلى أن «في لبنان، الكثير من القيادات والقوى السياسية والنخب عندما يطلقون مواقف معينة، يبسطون الأمور، مثل الاعتقاد أنه إذا تم حل المسألة مع إسرائيل أو إذا عالجنا الفساد، كل شيء آخر سيحل»، وشدد على أن «هناك فسادا متعمدا إداريا وماليا، وقصورا وتقصيرا في الدولة اللبنانية».
كما شرح نصرالله أن «من أسباب الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، بعض السياسات الاقتصادية الفاسدة والمفسدة والخاطئة. من أسبابه أيضا المحاصصة الطائفية في المشاريع، بدل وجود إنماء متوازن. من أسبابه كذلك تبعات الحروب الداخلية رتبت أعباء كثيرة على الوضع الاقتصادي والمالي، وتبعات الحروب والاعتداءات الإسرائيلية، وتبعات الملفات الإقليمية، فملف النازحين السوريين مثلا يحمل الاقتصاد والدولة تبعات بمليارات الدولارات».
وأشار إلى أن «من أسباب الوضع الاقتصادي الصعب أيضا، العقوبات والضغوط والحصار منذ عام 2019، ومن المؤسف أن هناك أشخاصا في لبنان إلى اليوم يقولون إنه لا حصار أو عقوبات»، موضحا أن «الحصار يعني منع المساعدات وتقديم الهبات والقروض للبنان، ومنع الدولة من قبول الهبات كما حصل مع الهبة الروسية والهبة الإيرانية، أو قبول فتح الاستثمارات منها الصينية والروسية. الشركات الصينية والروسية جاهزة للاستثمار، ومن ينكر وجود حصار، فلتقبل الدولة بالاستثمار، كما أن الحصار هو بمنع لبنان من معالجة ملف النازحين»، مشيرا إلى أن «كل اللبنانيين متفقون على ضرورة حل ملف النازحين، لكنهم يمنعون ذلك، أليس ذلك حصارا وضغوطا؟».
واأضاف نصرالله «كل المعلومات والدراسات تؤكد أن هناك في بحر لبنان كميات نفط وغاز هائلة»، مشيرا إلى «اننا لم نذهب الى حافة الحرب ولم تتحمل الدولة والشعب اللبناني الضغوط في الاشهر القليلة الماضية والتهديدات الاسرائيلية فقط لترسيم الحدود بل يجب متابعة الملف النفطي بعيدا عن المشاكل السياسية في البلد».