ثوابتنا الدائمة ترتكز على وجودنا الخليجي والعربي والإسلامي مع تفاعلنا مع العالم الذي نعيش فيه وأحداثه التي يجب أن نأخذ منها المواعظ والعبر ونعرف تمام المعرفة موقعنا منه وعلاقتنا معه.
إن معالم الطريق للسياسة الكويتية ترتبط بمستقبلها ومستقبلنا وكيف يجب أن نطور علاقتنا بما يتناسب مع مصالحنا الوطنية، واننا لا نستطيع العيش بمعزل عن العالم الذي يحيط بنا، وهذا يدعونا إلى ضرورة التأكيد على تواجدنا في مجلس التعاون الخليجي والالتزام بتضامن مجلس جامعة الدول العربية وارتباطنا بالمؤتمر الإسلامي الذي يجمع العالم الإسلامي، ثم يجب أن نعيش ونتفاعل مع الأحداث العالمية لأنه من غير المعقول أن نعيش بمعزل عن المجتمع الدولي، ولا بد من التعامل مع جميع التوجهات السياسية للمجتمع العالمي الذي وقف إلى جانب الحق الكويتي أثناء أزمة الاحتلال العراقي.
وهذه الثوابت الأساسية يجب ألا تشغلنا عن دورنا في الاهتمام بالإنسان الكويتي وأن نهتم به، وأن نهيئ كل السبل للنهوض بمستوى المواطن الكويتي لأنه الأساس في بناء كويت المستقبل، كويت الحضارة، فليست هناك حضارة دون الاهتمام ببناء الإنسان، ولكي نحقق ما نرجو من تطور الإنسان الكويتي وبناء مستقبل الكويت فلا بد أن نهتم بالتعليم والتربية وأن هذا يوجب علينا الاتصال بالجامعات والمؤسسات العالمية ذات السمعة العالمية في التربية والتعليم، وأن نختار المناهج الأكثر رقيا وتقدما وذات فائدة في بناء مستقبل الكويت والنهوض بالأجيال القادمة.
كذلك علينا أن نهتم بالصحة، فهي أساس مهم في بناء مستقبل الكويت، لأن من أساسيات الصحة بناء شباب أصحاء وأقوياء قادرين على تحمل المسؤولية في المستقبل، بإمكاننا أن نصل إلى الصحة العامة للشعب بزيادة اهتمامنا ببناء المستشفيات والمراكز الصحية وإعداد جيل صاعد في مهنة الطب والصحة العامة.
كذلك علينا أن نهتم بالاقتصاد الوطني وأن نقيم الصناعات، بأن نحافظ على مكانة العملة الكويتية التي تتربع على قمة العملات العالمية ذات السمعة العالية ولا بد أن نستغل نفطنا في إنشاء صناعات تعتمد على النفط. كل هذا سيساعدنا على بناء مستقبل الكويت ولا بد أن تكون ثوابتنا الأساسية للسياسة الكويتية هي الاهتمام ببناء الإنسان الكويتي.
***
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - طيب الله ثراه: «إن المسؤولية تأتي من خلال بابين أساسيين هما خدمة الوطن ثم خدمة الشعب وأن يضع المسؤول ربه سبحانه وتعالى ثم ضميره في إنجاز المهام الموكولة إليه».
والله الموفق.