لا يختلف اثنان من مستخدمي الشوارع اليوم، خاصة بعد أمطار الخير الأخيرة على مدى السوء الذي تعرضت له تلك الشوارع، ولا يمكن القول ان السبب الرئيسي هو الأمطار، ولكن نقول إن هناك فسادا أو لنقل ان هناك إهمالا في مقاولة الشوارع والتعهدات التي تم تلزيمها لشركات لم تقم بالوفاء بالتزامها بتلك التعهدات على الشكل الأمثل ووفقا لأصول الصنعة.
وبالتالي فإن المحاسبة هنا واجبة من قبل المعنيين بالدولة، ويجب أن تكون محاسبة واقعية وشفافة، فمستخدمو الطريق اليوم لم يتعرضوا طوال حياتهم أثناء استخدام تلك الشوارع لهذا السوء الحاصل بها، فغير معقول أبدا انكشاف الشوارع بهذا الشكل الذي غير فجأة معالم تلك الشوارع بالشكل الذي نراه حاليا، وخاصة عندما نمسي على شارع صالح للاستخدام بشكل مستو، لنصحو على شكل وتكوين آخر لنفس الشارع ولنجده مليئا بالحفر والتعرجات المؤذية التي تتضرر من خلالها مركبات وممتلكات مستخدمي الطريق.
ونعود لنؤكد على ضرورة وجود محاسبة وإنشاء لجنة مختصة لتحديد أوجه الفساد فيما حدث لتلك الشوارع، ومن ناحية أخرى لا بد من البحث في تعويض المتضررين بعد أن يتم استيفاء الإثباتات اللازمة بهذا الصدد، فما يحصل هو حقا أمر غريب فعلا ولا يعقل ما نراه يحدث.
لم يحدث أن رأينا في أي بلد من العالم أن تتضرر الشوارع بالطريقة التي حدثت لدينا، الأمر الذي يؤكد وجود فساد حقيقي ينبغي للدولة الوقوف عنده بشكل حقيقي.
من جانب آخر، لم تقم وزارة الأشغال وخلال هذا الموسم بواجبها تجاه صيانة الشوارع بشكل مثالي، بمعنى أنها لم تقم بإجراء صيانة أولية للعديد من الطرقات فيها، وما نعنيه هنا هو تلك الحفر الصغيرة وبعضها عميق وأثر على العديد من المركبات، وقد كان بالإمكان تجنب حدوث ضرر لتلك المركبات إذا ما تمت معالجة تلك الحفر في الشوارع دون أن تتم صيانة الطريق بأكمله ودون المساس بحركة ومسار الطريق ومراعاة عدم خلق زحام جراء تلك الصيانة، فحالة العديد من تلك الشوارع كان بالإمكان معالجتها!
لكن هذا الأمر لم يتم وأدخل مستخدمي الطريق في أضرار فادحة كان بالإمكان تجاوزها، وهذا الأمر بحد ذاته يؤكد وجود صفة الإهمال في تعامل وزارة الأشغال تجاه تلك الشوارع والطرقات.
فهل من تجاوب؟ والله الموفق.
[email protected]