يعتبر خبر توقف إذاعة لندن العربية B.B.C هو الأسوأ لي في الفترة الحالية، فقد كنت أحد المتابعين والمهتمين بسماع إذاعة لندن، وأعتبر أن توقفها بمنزلة فقدان أهم مؤسسة إعلامية، فهي لم تكن مجرد إذاعة تذيع الأخبار، بل كانت موسوعة ثقافية نستزيد منها الكثير من المعلومات الثقافية لمختلف دول العالم.
وبصفتي صحافيا، فقد كنت أحرص على الاستماع لكل ما تقدمه إذاعة B.B.C بي بي سي البريطانية، وإغلاقها يعتبر خسارة وقتلا لمؤسسة إعلامية وثقافية، والحقيقة أن خبر إغلاقها يعتبر بالنسبة لي وللكثير من المثقفين خسارة كبيرة، ومن الصعب أن نجد ما يعوضنا عما فقدناه.
بدأ اهتمامي بإذاعة لندن منذ حرب 1956 والعدوان الثلاثي على الشقيقة الكبرى مصر، حيث تآمرت ثلاث دول هي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بعد أن أعلن الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر قرارات تأميم قناة السويس، كنا نتابع أخبار إذاعة «بي بي سي» فيزيد حماسنا ونخرج في مظاهرات تأييدا للزعيم الخالد عبدالناصر، وكانت حرب 1956 هي العدوان على مدينة بورسعيد ومدن القناة، فلقد تصدى الشعب في بورسعيد وبقية مدن القناة للمحتل الذي احتل مدينة بورسعيد، لم يستسلم شعب بورسعيد بل قاوموا بكل بسالة العدوان البغيض.
ومنذ ذلك التاريخ وأنا أتابع استماعي لإذاعة لندن واتباع ما تقدمه من أخبار وتحليلات إخبارية عالية المستوى، كذلك أتابع برامجها المنوعة وأشهرها برنامج محمود المسلمي، ذلك المذيع الرائع فيما يقدمه من أخبار ومنوعات، كذلك كنت أستمع إلى صوت ماجد سرحان صاحب الصوت القوي، كما كنت أتابع الأخبار الرياضية عبر هذه الإذاعة، حيث كنت أعمل صحافيا رياضيا بجريدة «الوطن» ثم «الأنباء»، وكان أن دخلت هيئة الإذاعة البريطانية بدعوة من زميلنا الكبير أكرم صالح الذي استضافني بإذاعة لندن وكان الحوار عن بطولة كأس العالم.
لا شك أنها ذكريات لا يمكن نسيانها لأنها ترتبط بأحداث مهمة، وبالتالي فإن توقف إذاعة لندن عن البث له تأثير على اهتماماتنا بالإعلام العالمي.
كنت أتمنى لو أن الكويت امتلكت هذه المؤسسة الإعلامية الكبيرة لتنطلق بدعم كويتي لتواصل إذاعة «بي بي سي» البريطانية علاقاتها مع المستمعين العرب، وتتيح الفرصة لكل فئات الشعوب العربية لتتابع أخبار دولنا العربية والعالم الخارجي.
إن هذه المتابعة مهمة جدا لكل المستمعين العرب، حيث يتزودون بأهم أخبار العالم ويستفيدون من التزود الثقافي من خلال متابعة البرامج المتنوعة.
أرجو أن تهتم وزارة الإعلام بالاستحواذ على هذه المؤسسة الإعلامية الكبيرة، حتى نحافظ على اهتمامات الشعوب العربية بما تقدمه إذاعة لندن العربية، وأن تستمر دقات ساعة لندن لنتابع أخبارها.
٭٭٭
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه: «إنني سعيد وفخور بقوة الصحافة لدينا لما وصلت إليه من تقدم وازدهار والتزام بخدمة الكويت والعمل على رفع شأنها في المحافل العربية والدولية».
والله الموفق.