أكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن الأسلحة البعيدة المدى التي وعدت الدول الغربية بتسليمها إلى كييف لن تستخدم لاستهداف الأراضي الروسية، بل المناطق المحتلة فقط.
وقال ريزنيكوف، خلال مؤتمر صحافي في كييف، «نقول دائما لشركائنا إننا نلتزم بعدم استخدام الأسلحة المقدمة من الشركاء الأجانب ضد أراضي روسيا، ولكن فقط ضد وحداتها في الأراضي المحتلة مؤقتا في أوكرانيا».
ووعدت الولايات المتحدة بتسليم صواريخ إلى كييف يمكن أن تضاعف تقريبا مدى القصف الأوكراني وتستهدف خطوط الإمداد الروسية.
لكن يخشى الغربيون من أن تستخدمها كييف لشن هجمات على الأراضي الروسية، ما يؤدي إلى تصعيد خطير للصراع.
واضاف ان الروس «نقلوا مقراتهم ومراكز القيادة ومستودعاتهم للذخيرة والوقود على بعد 100 كيلومتر (من خط المواجهة) حتى لا نتمكن من استهدافهم».
وتابع «يجعل ذلك الوضع صعبا بالنسبة لهم من الناحية اللوجستية، لكن مازال بإمكانهم الاستعداد للتقدم»، مرددا أنه يتوقع هجوما روسيا نوعيا جديدا نهاية فبراير الجاري.
في المقابل، اتهمت وزارة الدفاع الروسية كييف بالتحضير لافتعال عملية وهمية تفجر خلالها عددا من المباني في مدينة كراماتورسك بشرق أوكرانيا ثم تتهم موسكو بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين.
ولم تقدم وزارة الدفاع الروسية أي دليل على هذه المزاعم التي أوردتها في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة إن الهجمات المزعومة ستستخدمها كييف للضغط على الحكومات الغربية لزيادة إمدادات الأسلحة إلى اليها.
واضافت الوزارة إن اوكرانيا تخطط لتفجير ثلاثة مبانٍ طبية (مستوصفين ومستشفى)، ثم «اتهام روسيا بارتكاب» هجوم متعمد «مزعوم على أهداف مدنية».
وتابعت «قصف المؤسسات الطبية سيصور على أنه «عمل وحشي» جديد ترتكبه القوات الروسية، الأمر الذي يتطلب ردا من المجتمع الدولي والإسراع في تزويد كييف بالصواريخ البعيدة المدى لشن ضربات على الأراضي الروسية».
في هذه الاثناء، شهدت الأحياء الشمالية لمدينة باخموت، الجبهة الأكثر شراسة في شرق أوكرانيا، «معارك ضارية» في حين أقر الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع «يتعقد» على الأرض في مواجهة القوات الروسية.
وحققت القوات الروسية مكاسب صغيرة ميدانيا في الأسابيع الأخيرة بعدما استولت على مدينة سوليدار في شمال البلاد، ومن ثم على بلدة بلاغوداتني مؤخرا.
وقال رئيس مجموعة «فاغنر» الروسية يفغيني بريغوجين الذي يحارب عناصره في الصفوف الأمامية على الجبهة «دارت معارك ضارية في الأحياء الشمالية لـ«باخموت»، للسيطرة على كل شارع وكل منزل وكل درج».
ونقل عنه مكتبه الإعلامي على تلغرام قوله إن «القوات المسلحة الأوكرانية لا تتراجع. إنها تقاتل حتى آخر رجل».
وأكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بدون ذكر تفاصيل استمرار المعارك وعمليات القصف في نقاط عدة في شرق البلاد حيث قتل أربعة مدنيين على الأقل وأصيب اكثر من 11 آخرون، وفق السلطات المحلية.
وفي خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، أصيب ما لا يقل عن خمسة أشخاص بجروح جراء ضربتين روسيتين استهدفتا وسط ثاني أكبر مدن البلاد، وألحقتا أضرارا بمبان سكنية وبمؤسسة للتعليم العالي، بحسب ما قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف أوليغ سينيغوبوف.
وأقر الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع «يتعقد» على الجبهة وخصوصا في باخموت التي تعهد في وقت سابق بعدم التخلي عنها، مؤكدا أن الجيش «سيدافع ما استطاع» عن هذه المدينة.
وأشار إلى أن الوضع صعب جدا أيضا في فوغليدار حيث تشن القوات الروسية هجوما وفي ليمان (في الشرق) التي استعادتها القوات الأوكرانية بهجوم مضاد في 2022.
وأضاف «يحشد المحتل المزيد والمزيد من قواته لكسر دفاعنا».