لم تنتظر الكويت كثيرا لكي تقوم بعمل الخير، فور استشعارها للزلزال الذي ضرب تركيا وخلف خسائر في الأرواح والأنفس والمال، بل لم تكد تمضي فترة على نشر الأخبار الواردة من تلك المنطقة المنكوبة، إلا وكانت الاستجابة أسرع منها في تقديم الدعم والمساندة من خلال المبادرة السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، والتوجيه بتقديم المساعدات والعون. فكانت تلك المبادرة السامية أسرع في تقديم يد العون منها عن نقل الأخبار، في خطوة تنم عن شعور بالإنسانية لا حدود له، فاتخذت الكويت قرار إنشاء جسر جوي مع تركيا للوقوف معها في محنتها الزلزالية والكارثية، ولم تكتف بمساعدات بسيطة ومحدودة، بل تعدتها إلى بناء جسر جوي متواصل يقدم كل أشكال الدعم والإغاثة لإخوة لنا في تلك المنطقة من العالم. فكم أنتِ كبيرة يا بلادي، كبيرة بأفعالك الطيبة والخيرة.
والكويت دولة تتحدث عنها أفعالها في جميع المحافل الدولية، وإن من أهم العناصر التي ساهمت بأفعال وإنجازات الدولة جاءت على يد شخصيات مسؤولة وذات حس إنساني عال ساهمت بشكل أساسي في نهضتها وتحقيقها لتلك الإنجازات والإسهامات المتعددة مع إرادة شعبية على البذل والعطاء كما جبلوا عليه عبر تاريخهم. كما أن هذا الإطار يأتي ضمن القضايا الرئيسية المستمدة من تطلعات الشعب الكويتي، المستندة إلى الرؤية المستقبلية ونظرية تحليل التغيير وأهداف التنمية المستدامة التي تحققت من خلال عدم إغفال أي عناصر أساسية، وضمان الإدماج والمساواة في مسيرة الدولة نحو إحساسها بالمسؤولية الإنسانية تجاه إخوتها في الإنسانية بالدرجة الأولى.
ومن ناحية أخرى، نجد أن هذا البلد الطيب والقائمين عليه وبلا استثناء، يثبتون من جديد أنهم أهل خير وكرم غير محدود، وإحساس بمعاناة الشعوب والتضامن معها في محنها، فبادرت بمد يد العون والمواساة مع أي حدث مؤسف، واللافت أيضا الاعتذار عن أي مناسبات مفرحة تقديرا منها بالمسؤولية والشعور مع سكان المناطق التي حدثت بها الكوارث، وإيمانا منها بأنه يتوجب أن تتخذ القرار المناسب المتوافق مع الحدث، على الرغم من أنها تعيش شهر المناسبات الوطنية.
إن ذلك الشعور ليس بغريب عن أبناء هذا الشعب الذي جبل على تقديم الخير ومد يد العون، ومشاركة إخوانه في الإنسانية كل ما يصيبهم من أذى، والتاريخ يشهد بالعدد غير المحدود من المبادرات السامية والمساعدات لشعوب العالم بأكمله.
والله الموفق.
[email protected]