مطلع يناير الماضي جاءت نافذتي الأسبوعية بعنوان «التركيبة السكانية في عُهدة الخالد.. وتفاؤل بالحل الجذري» وذكرت ان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد من الشخصيات الوطنية القوية، وأشرت إلى قرارات اصدرها في هذا السياق بوقف الزيارات وسمات الالتحاق بعائل؛ ما يبرهن على إدراك تام بحجم القضية والمشكلة ، ومعالجة الخلل في التركيبة السكانية بصورة جذرية.
بعد تكليف النائب الأول من قبل رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح بهذا الملف المصيري وفي أقل من شهر لاحظنا خطوات مبشرة بترؤسه الاجتماع الاول للجنة التركيبة السكانية وتطوير سوق العمل، وخلاله صدرت قرارات ملزمة وليست توصيات منها «تكويت» الوظائف القيادية والإشرافية وخلق وظائف استشارية للمتقاعدين في «التعاونيات» وفق سلم مميز للرواتب والحوافز المالية، الى جانب اعتماد اللائحة التنفيذية لقانون تعديل التركيبة السكانية ولائحة آليات معالجة الاختلالات ورفعهما إلى مجلس الوزراء، مع تكليف هيئة القوى العاملة بإعداد مشاريع تدريبية تخصصية لتأهيل وتمكين الكوادر الوطنية من العمل في القطاع الخاص ثم الاعلان عن مشروع بتطبيق «كويت فيزا» الإلكتروني أي المصادقة على تأشيرات دخول العمالة قبل صعود الطائرة ودخول للبلاد، كما يعني التطبيق بالحد من عملية التزوير والتلاعب في سمات الدخول الصادرة عن وزارة الداخلية وضمان التحقق منها، الى جانب بيان وضع العامل القانوني وبيانات إذن العمل ومعلومات عن المهن المصرحة للعامل وعنوان الشركة العامل بها وبيانات تخص إن كان العامل على عقد حكومي أم قطاع أهلي، وحالة العامل في حال كان متغيباً عن العمل.
الإجراءات والقرارات التي اتخذت في قضية التركيبة السكانية في هذه الفترة الوجيزة مهمة وخطوات نحو انفراجة، ولكن لابد ان تواكبها نفضة شاملة في سوق العمل بملاحقة العمالة العشوائية وضبط الشركات الوهمية وتنفيذ حملات مكثفة لضبط مخالفي الإقامة وإبعادهم إلى بلدانهم.
آخر الكلام
المبادرة السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، بتدشين جسر جوي مع تركيا للوقوف معها في محنتها الزلزالية والكارثية، ليست بغريبة على كويت الانسانية ولا عن أبناء هذا الشعب الذي جبل على تقديم الخير ومد يد العون، ومشاركة إخوانهم في الإنسانية في كل ما يصيبهم من أذى. كل التعازي للشعبين التركي والسوري في ضحايا الزلازل، وندعو من المولى أن يعافي المصابين، حفظ الله الكويت من كل مكروه.