اتهمت وزارة الدفاع الروسية أمس الولايات المتحدة بالتخطيط للقيام «باستفزاز» في أوكرانيا باستخدام كيميائيات سامة، في حين يستمر القتال شرقي البلاد، وخاصة في باخموت التي يزداد الوضع فيها صعوبة بالنسبة للقوات الأوكرانية.
وانتقدت وزارة الدفاع الروسية تصريحا للسفير الأميركي السابق لدى روسيا جون سوليفان، قال فيه إن القوات الروسية تنوي استخدام أسلحة كيميائية في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وقال إيغور كيريلوف قائد قوات الحماية من المخاطر الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في الجيش الروسي خلال إيجاز صحافي «نأخذ هذه المعلومات باعتبارها نية لدى الولايات المتحدة وشركائها للقيام باستفزاز في أوكرانيا باستخدام كيميائيات سامة». وأضاف أن روسيا ستحدد «الجناة الحقيقيين وتعاقبهم».
وفي تصريحات أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن أوكرانيا شنت هجمات بالطائرات المسيرة على مقاطعتين في جنوب روسيا. وأوضحت الوزارة أن الهجمات استهدفت مقاطعتي كراسنودار وأديغيا لكن تم إحباطها ولم تخلف أي أضرار.
ونقل مركز الإعلام الرسمي للجيش عن قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي قوله إن «الوضع في محيط باخموت متوتر جدا. أرسل العدو الوحدات الأكثر جهوزية في (مجموعة) فاغنر التي تحاول خرق دفاعات قواتنا ومحاصرة المدينة».
وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أمس، عن اندلاع القتال على نقاط أخرى من الجبهة في كوبيانسك بالشمال الشرقي، وفي أفدييفكا بالقرب من معقل الانفصاليين في دونيتسك وفي مدينة ليمان الشرقية التي تمت استعادتها من الروس في سبتمبر.
وأكد الجيش الأوكراني أمس، أن الوضع «متوتر جدا» حول باخموت، جبهة القتال المشتعلة شرق أوكرانيا حيث سجلت القوات الروسية تقدما في الأسابيع الأخيرة وتحاول الآن محاصرة هذه المدينة.
من جانبه، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بأن العام الماضي كان صعبا، مشيرا إلى أن وكالات الأمن الروسية نجحت في إحباط مخططات إرهابية تستهدف الأمن القومي الروسي.
وقال بوتين، خلال زيارته لمقر الأمن الفيدرالي الروسي، إن أوكرانيا تستخدم أساليب إرهابية ولها تاريخ طويل في ذلك.
ووجه الرئيس الروسي وكالات الأمن للعمل سريعا في المناطق الجديدة التي سيطرت عليها روسيا في أوكرانيا والرد على التهديدات بكل الوسائل.
وقال بوتين، متحدثا عن الأولويات الرئيسية لعمل الهيئة في المرحلة المقبلة: «أولا وقبل كل شيء من الضروري الاستمرار في مساعدة القوات المسلحة والحرس الوطني الروسي في تنفيذ مهام العملية العسكرية الخاصة، بما في ذلك دعم وحدات الجيش من ناحية مكافحة التجسس، والتبادل السريع للمعلومات المهمة»، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية.
وأضاف ان الأمن الفيدرالي تعامل مع مهام معقدة وغير نمطية خلال العملية العسكرية الخاصة، مشددا على أن الأمن الفيدرالي عليه تعزيز عمله على الحدود الروسية- الأوكرانية. وشدد بالقول: «علينا الرد على كل تهديد لأمننا القومي وسنستخدم في سبيل ذلك كل الوسائل الضرورية».
من جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أمس، إن تحقيق أهداف الحرب الروسية في أوكرانيا له الأولوية عن أي مفاوضات سلام محتملة.
وأضاف بيسكوف، انه لا توجد حتى الآن أية مؤشرات من كييف تدل على استعداد الأوكرانيين للمحادثات: «وفي هذه الحالة، فإن تحقيق أهدافنا هو أهم شيء، ونحن نعتبره أولويتنا المطلقة».
وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ امس خلال زيارة إلى فنلندا، إن «دول الناتو موافقة على أن تصبح أوكرانيا عضوا في التحالف، لكن في الوقت ذاته هذا احتمال على المدى الطويل».