اقترب شهر رمضان شهر الخير والبركة، وكلها أيام معدودة ويحل علينا هذا الشهر المبارك الذي نسعد بقدومه دائما.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما استعداداتنا لهذا الشهر الكريم؟ شرع الله الصوم فهو أحد أركان الإسلام الخمسة وهو صحة لأبداننا وأرواحنا وطريق الهدى والصلاح، فهل استعداداتنا فقط بالتفكير بالمواد الغذائية التي يتم تكديسها لهذا الشهر وكأن الطعام سيختفي من العالم؟ إن الصيام ليس الامتناع عن الأكل والشرب فقط ولكنه الامتناع عن كل ما يغضب الله عز وجل، ففي هذا الشهر أنزل القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ومن حرم خيرها فهو المحروم، وفيه تفتح أبواب السماء وتغلق أبواب الجحيم وتصفد الشياطين.
فيجب عدم التفريط في هذا الشهر والالتزام بالطاعات والعبادات لنكون من الفائزين برضا الله سبحانه وتعالى.
إن بلوغ شهر رمضان نعمة عظيمة يفرح لها كل مؤمن وهو تجارة رابحة مع الله سبحانه، ولذلك يجب الاستعداد له لأن الأجور تضاعف فيه، ويكون الاستعداد بالتوبة النصوح إلى الله، واستدراك ما فات من تقصير والإقبال على الله وعلى الطاعات التي ترضيه.
وفي هذا الشهر تغفر الذنوب، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فلنستقبل هذا الشهر بالنية الصادقة على الاجتهاد فيه بالطاعات والعبادات والإكثار من الدعاء بأن يعيننا الله على مرضاته، كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نقول: اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
ويجب أن يقوم كل مسلم بحفظ الجوارح من معصية الله وعدم الانشغال بمتابعة المسلسلات التي تروج لها معظم القنوات، وكأن شهر رمضان أصبح موسما للمسلسلات التي تشغل الناس عن الدين وتعرضهم للفتن.
إن الاستعداد لهذا الشهر الفضيل يجب أن يكون مصحوبا بالنيات الصادقة لختم القرآن عدة مرات ونية التوبة من جميع الذنوب السالفة، ونية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وللأبد بإذن الله ونية كسب أكبر عدد ممكن من الحسنات وتصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة للجميع ونية وضع برنامج مليء بالعبادة والطاعة.
ويمكن المشاركة في إفطار صائم وتوزيع حقائب الخير التي تحتوي على مجموعة من الأطعمة وإخراج الصدقات وتأدية العمرة، حيث إن الأجر مضاعف في هذا الشهر الكريم.
إن الصيام واجب على كل مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه.
اللهم وفقنا للصيام والقيام وسائر الطاعات، وتقبل منا صيامنا وقيامنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.