- سالم العبد الله: العلاقات بين الكويت وعُمان تشهد توافقاً وتطابقاً في الرؤى حيال العديد من القضايا والملفات الدولية والإقليمية
- أكثر من 105 ملايين دينار حجم التبادل التجاري بين البلدين وحجم الاستثمار في صندوق عُمان للدخل الثابت بلغ 8 ملايين دينار
ترأس وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله وفد الكويت في أعمال الدورة التاسعة للجنة الكويتية - العمانية المشتركة في العاصمة العمانية مسقط، في حين ترأس الجانب العماني وزير خارجية سلطنة عمان الشقيقة بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي.
ويعتبر انعقاد أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين الشقيقين في دورتها التاسعة استكمالا لما حققته الدورات السابقة من انجازات ونتائج إيجابية وتعزيزا لعمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين. وشهدت أعمال اللجنة استعراضا لكل مجالات التعاون الحيوية والمهمة بين الجانبين لاسيما الاقتصادية والتنموية والثقافية والبيئية منها، وبحث سبل تعزيزها والأخذ بها إلى آفاق جديدة للتعاون والتكامل الوثيقين بين البلدين الشقيقين، بما يعكس الرغبة المشتركة في تطوير وتوطيد العلاقات الثنائية بينهما على كل المستويات.
كما تشكل اللجنة الكويتية - العمانية المشتركة نموذجا وضاء للعلاقات الثنائية القوية والمتينة وتكريسا للوشائج الوثيقة الراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين وتسهم في تحقيق ما يصبو إليه الجميع من تقدم وازدهار للبلدين والشعبين الشقيقين.
وتم خلال أعمال الدورة إجراء المباحثات الرسمية المشتركة واستعراض مجمل أوجه التعاون بين كل القطاعات في البلدين الشقيقين، حيث استهل الشيخ سالم العبدالله أعمال الاجتماع بكلمة استعرض فيها مسيرة العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين، مؤكدا أنها تحظى بالرعاية الكريمة من صاحب السمو الامير الشيخ نواف الأحمد وأخيه السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان سلطنة عمان الشقيقة.
تلا ذلك استعراض أعمال اللجنة المشتركة وما توصلت إليه مختلف الفرق العاملة من مقررات ختامية وتوصيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، حيث أثمرت أعمال الدورة التاسعة للجنة الكويتية - العمانية المشتركة التوصل إلى اتفاق حول عدد 5 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية من شأنها الإسهام في فتح آفاق أوسع للتعاون، وتعكس عزم البلدين الشقيقين في تطوير العلاقات الثنائية وتوطيدها في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة وهي:
1 ـ مذكرة تفاهم في مجال الدراسات الديبلوماسية والتدريب.
2 ـ مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي.
3 ـ مذكرة تفاهم في مجال حماية المنافسة ومنع الاحتكار.
4 ـ البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال حماية البيئة للفترة من 2021-2024.
5 ـ البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال تنمية الصادرات الصناعية للفترة من 2023-2025.
ثم قام وزيرا الخارجية بالتوقيع على المحضر الختامي لأعمال الدورة، حيث وقعه عن الجانب الكويتي وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، وعن الجانب العماني وزير الخارجية بسلطنة عمان الشقيقة بدر بن حمد البوسعيدي.
وألقى وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله كلمة خلال أعمال الدورة التاسعة للجنة العليا الكويتية - العمانية المشتركة جاء نصها على النحو التالي:
يسرني في بداية لقائنا هذا ونحن نجتمع في مدينة «مسقط الجميلة» أن أعبر بإسمي وباسم كافة أعضاء وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة بين الكويت وسلطنة عمان الشقيقة عن بالغ الشكر والامتنان على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وعلى الترتيبات المتميزة لهذا الاجتماع، وهذا ليس بغريب على أشقائنا في السلطنة، سائلا المولى عز وجل أن يكلل أعمالنا بالتوفيق والنجاح لما فيه خدمة العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
كما أنتهز هذه المناسبة لتقديم الشكر الجزيل لكل الأخوات والإخوة أعضاء اللجنة التحضيرية على كل الجهود التي بذلت في الإعداد والتحضير المميزين لأعمال لجنتنا هذه، الأمر الذي ساهم في تسيير وتسهيل أعمالها، وهو ما يترجم رغبتنا المشتركة في دفع العلاقات النموذجية إلى آفاق جديدة تجمع بلدينا الشقيقين في ظل التوجيهات الحكيمة لقيادتينا السديدتين لصاحب السمو الامير الشيخ نواف الأحمد وأخيه السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان سلطنة عمان الشقيقة. فالعلاقات الكويتية- العمانية علاقات وطيدة ومتجذرة على كل المستويات وهي بحق تعتبر نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول والشعوب، حيث ترتبط الكويت مع سلطنة عمان الشقيقة بعلاقات ذات خصوصية متميزة تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير المشترك والهدف والرؤى المتطابقة وتسعى الدولتان إلى تحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية التي تحقق آمال وتطلعات شعبيهما وتعكس هذه العلاقات إصرارا من القيادتين الحكيمتين في البلدين على الدفع والارتقاء بها لمستويات أعلى وأكثر تكاملا.
وتشهد علاقاتنا، ولله الحمد، توافقا وتطابقا في الرؤى حيال العديد من القضايا والملفات الدولية والإقليمية، واسمحوا لي في هذا المقام أن أعبر عن الاعتزاز لما وصلت إليه مستويات التعاون بين بلدينا وشعبينا وعلى الصعيد الثنائي، حيث ترتبط الكويت وسلطنة عمان الشقيقة بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات لاسيما العلاقات الثقافية والفنية والاقتصادية والتجارية التي ساهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة.
كما أثمرت العلاقة المتميزة بين البلدين عن إنشاء اللجنة العليا المشتركة بين حكومة البلدين الشقيقين بتاريخ 17 ديسمبر 2003 في دولة الكويت وعقدت (8) اجتماعات حتى تاريخه آخرها اجتماع الدورة الثامنة والتي عقدت في دولة الكويت خلال الفترة 6 ـ 7 يونيو 2017. وقد بلغ عدد الاتفاقيات الموقعة بين البلدين (27) اتفاقية منذ عام 1974 حتى عام 2017 غطت شتى المجالات واليوم أمامنا عدد من مشاريع مذكرات التفاهم (3) وعدد البرامج التنفيذية (2) التي سيتم التوقيع عليهم خلال هذه الدورة وتشمل المجالات التالية (الدراسات الديبلوماسية والتدريب ـ التعليم العالي ـ حماية المنافسة ومنع الاحتكار ـ تنمية الصادرات الصناعية ـ حماية البيئة).
وفي مجال التعليم العالي القائم بين البلدين الشقيقين وتحقيقا للتعاون المثمر مع سلطنة عمان الشقيقة سيتم تجديد اتفاقية التعاون في مجال التعليم العالي، فقد خصصت جامعة الكويت للعام الدراسي (2022 /2023) عدد (25) منحة دراسية للطلبة العمانيين في حين خصصت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للعام الدراسي (2022 /2023) عدد (12) مقعدا. ومن نافلة القول، التأكيد على دور القطاع الخاص الكويتي في اقتصاد سلطنة عمان الشقيقة والاستثمارات وحجم التبادل التجاري، حيث بلغت مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عدد (23) مشروعا والذي يعكس بدوره طبيعة العلاقات والمناخ الاستثماري الواعد.
كما بلغ حجم الاستثمار في صندوق عمان للدخل الثابت ما يقارب 8 ملايين دينار هذا إلى جانب الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين الشقيقين بالمنطقة الاقتصادية بالدقم والذي بلغ حجم الاستثمارات فيها ما يزيد على 15 مليار دولار.
وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما يفوق 105 ملايين دينار متطلعين الى تعزيز هذا التعاون وبما يعكس قدرات وإمكانات البلدين الشقيقين.
العبدالله بحث مع نظيره العماني المستجدات الإقليمية والدولية
التقى وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله مع وزير خارجية سلطنة عمان الشقيقة د.بدر البوسعيدي بمناسبة زيارة وزير الخارجية إلى العاصمة العمانية (مسقط) لترؤس وفد دولة الكويت في أعمال اللجنة الكويتية- العمانية المشتركة في دورتها التاسعة.
ونقل وزير الخارجية في مستهل اللقاء أطيب تحيات صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، إلى أخيهما السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان سلطنة عمان الشقيقة، وصادق تمنيات رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح إلى سلطنة عمان الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا ودعواهم بدوام النماء والرخاء لسلطنة عمان وشعبها العزيز.
وتم خلال اللقاء استعراض الجهود المبذولة لتعزيز المسيرة المباركة للعلاقات الأخوية التي تربط الكويت بسلطنة عمان الشقيقة والرامية إلى تحقيق الأهداف والطموحات المشتركة التي يسعى إليها قادة البلدين الشقيقين وما تمثله من قيم التضامن والتواصل بما يحقق الرخاء والازدهار للبلدين وشعبيهما الشقيقين.
كما تم بحث أطر تعزيز العمل المشترك في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات وسبل تنمية روابطه على جميع الأصعدة بالإضافة إلى التشاور والتنسيق حول المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والتطورات في المنطقة والتباحث في عدد من الموضوعات المتعلقة بتعزيز آفاق التعاون الثنائي المشترك لمواجهة التحديات المختلفة على الصعيدين الإقليمي والدولي.