- يحيى حمزة في أول تكريم له بالقاهرة: «الأنباء» حياتي.. وربيع عمري الصحافي
- أصحاب «الأنباء» أكرموني وكرّموني وقدّروني وأنا في الكويت والآن وأنا في مصر أهدي لهم هذا التكريم لأنهم أصحاب الفضل فيه حقاً ويقيناً وعرفاناً وصدقاً ووفاءً وإخلاصاً.. و«الأنباء» مؤسسة كبرى وأصحابها لم يبخلوا عليها
- كرّمني العم خالد يوسف المرزوق ـ رحمه الله ـ تكريماً كبيراً بإشادته بي في منزل الكاتب جمال بدوي.. شعرت به يرفع رأسي وسط زملائي الصحافيين في مصر
- العم خالد ـ رحمه الله ـ كان محباً للصحافة وقارئاً نهماً وكان يقترح علينا أفكاراً ويتابعها معنا
- كرّمتني الأستاذة بيبي خالد المرزوق وكل عائلة العم خالد يوسف المرزوق ـ رحمه الله ـ بمواساتهم لي هاتفياً في وفاة شريكتي لكن حضورها لتعزيتي في بيتي أنا وأسرتي رغم قيود السفر بلسم أحزاني
القاهرة - هناء السيد تصوير: ناصر عبد السيد
ليلة استثنائية بكل المقاييس.. ليلة الاحتفال الكبير الذي أقامه «ملتقى الشربيني» الثقافي بالقاهرة.. لتكريم نائب رئيس تحرير «الأنباء» بعد حرب تحرير الكويت ومدير تحريرها قبل العدوان العراقي الغاشم الأستاذ يحيى حمزة، وهو تكريم غير مسبوق في مصر وإن سبقه تكريم كبير ورائع في الكويت قبل سنوات أقامته «الأنباء» لأبي حاتم وهو يختتم مسيرته في الكويت بعد رحلة عطاء كانت ومازالت محط إعجاب وتقدير الجميع.
تقدم حضوره مستشار رئيس تحرير «الأنباء» حسام فتحي، كممثل شخصي لرئيس التحرير يوسف خالد المرزوق، وليقدم لأبي حاتم درع «الأنباء» التذكارية، في تكريم جديد ومستمر لابنها البار. كما ألقيت بالاحتفالية كلمة متلفزة لرئيس تحرير «الأنباء»، أضاءت قاعة الملتقى بسطورها الصادقة الصادرة من القلب.
وكان مؤسس الملتقى الزميل محمود الشربيني قد استهل الاحتفالية بكلمة
تكريم أتشرف بحضوره
ثم تحدث الأستاذ يحيى حمزة في ليلة تكريمه فقال: حديثي سينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: هو التكريم الذي اتشرف بحضوره، وأثر في نفسي تأثيرا كبيرا، سواء من جانب ملتقى الشربيني الثقافي ومُؤسِسه الزميل محمود الشربيني، أو من جانب الأستاذ حسام فتحي ممثل رئيس تحرير «الأنباء» ودرعه التكريمية التي أهداها إليّ، كما تأثرت كثيرا بكلمة رئيس تحرير «الأنباء» الأخ يوسف خالد المرزوق. وتأثرت كثيرا بلمحة وفاء الأخ العزيز حسين الفضلي ودرعه التكريمية.
وأضاف: لا أخفيكم أنني تأثرت جدا من ناحية اخرى بحضوركم نفسه، فمنكم من لم أره منذ نحو 20 سنة او يزيد، وهي محبة اعتبرها اكبر تكريم، من أسرتي الصحافية التي عشت حياتي وسطها.
أقسّم كلامي الى ثلاثة أقسام: الأول التكريم، فهو يمثل لي حدثا مهما جدا، وكل تكريم هو كذلك بالنسبة لي.. والثاني هو موضوع الندوة: صعود وتراجع الصحافة العربية.. والقسم الثالث هو تجربتي مع مطبخ «الأنباء» وعملي مع الزملاء من كل البلدان.
ولنبدأ بالجزء الأول: لا أخفيكم انني سعيد جدا بهذا التكريم رغم أنه سبقته تكريمات اخرى لكنه تكريم في بلدي مصر. ثانيا: أنه وسط زملائي الذين عشت معهم أكثر مما عشت مع أسرتي، ووسط ظروف صعبة، مليئة بالأحداث والعمل الصحافي.. كانت فترة خصبة جدا في حياتي.
تكريم أسطوري
وقد تم تكريمي من «الأنباء» خلال فترة عملي فيها تكريما أسطوريا غير مسبوق، في بيت مؤسس «الأنباء» وصاحبها والأب الحقيقي لها العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله. كل اقسام «الأنباء» كانت حاضرة: أسرة التحرير والمطابع والمالية و....، وقد نشرت «الأنباء» تفاصيله على صفحتين بعنوان أتذكره جيدا وأنا ممتن لما كتب عني فيه.. لكنني لن أذكره.. هو محفور في ذاكرتي. وقد عقب ذلك تكريم آخر من الأسرة الصحافية بالكويت كلها، ممثلة في جمعية الصحافيين الكويتية.
.. مازلت أذكر ياعم خالد
وروى الأستاذ يحيى واقعة مهمة في تاريخه عندما قال: تصادف وأنا بالقاهرة أن الكاتب الصحافي جمال بدوي رئيس تحرير «الوفد» أصيب بوعكة صحية، وكان العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، موجودا بالقاهرة آنذاك، فهاتفني طالبا مني زيارته فرتبت مع الزميل عباس الطرابيلي للزيارة وشرفني العم خالد، بمرافقتي له .. وقد حضر يرافقه صديقه وزير الإسكان والتعمير المصري المهندس حسب الله الكفراوي ودخلنا منزل جمال بدوي وكان معه نخبة من رموز الصحافة في مصر آنذاك، وخلال اللقاء توالت الأحاديث عن مصر والكويت، ولكني أُخذْت وفوجئت تماما عندما وجدت العم خالد يوسف المرزوق يتحدث عني بإسهاب، ويشيد بي وبأدائي الصحافي، واعتبرته تكريما لي وشهادة تقدير منه، ووساما على صدري، فقد شعرت انه يريد ان يرفع رأسي وسط زملائي الصحافيين في بلدي، وهذا تكريم سأظل أذكره، وكان ذلك بعد أن تركت الكويت بثلاثة عشر عاما.
أما التكريم الثاني فكان عام 2011، حيث اقامت «الأنباء» حفلا لتكريم كل مديري التحرير السابقين والحاليين في ذلك الوقت، وكرموني بأن طلبوا مني أن ألقي كلمة الحفل باسم المكرمين ومنهم الأساتذة: سمير عطاالله وحامد عز الدين وحسام فتحي، وقد حظيت بهذا الشرف تقديرا لي من «الأنباء».
ثم بعد ذلك بعامين كرمتني وزارة الاعلام، ممثلة في الملتقى الاعلامي الذي يشرف عليه الأخ ماضي الخميس، وطلب مني إلقاء كلمة الحفل نيابة عن رموز الثقافة والإعلام والفن.
تكريم غالٍ من رئيستي في العمل
ثمة تكريم غال جدا لدي، تم منذ عامين وأربعة أيام على وجه التحديد (نحن الآن يوم 18 مارس 2023) هو تكريم خاص، قوامه موقف شخصي مؤثر في جانب وغال في جانب آخر، فقد فقدت - وافتقدت - شريكة عمري وحياتي، وهنا فوجئت بسيل من المكالمات من الكويت من كل من يعرفونني من الإخوة والزملاء، أسماء كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، بقيت أسماؤهم في القلب والذاكرة، لكن يأتي في المقدمة أسرة العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، جميعها، رجالا ونساء، مكالمات منفردة من افراد الأسرة، الإخوة والأخوات فواز وبيبي ويوسف ونوف والعنود والسيدة الجليلة والدتهم، لامست كلماتهم ومواساتهم وجداني ومست قلبي، كان تقديرهم لي عاليا في محنة فقداني لزوجتي، التي رحلت بزمن الكورونا، ولكنها لم ترحل بسبب الكورونا، والمفاجأة المذهلة أنه رغم قيود السفر والاجراءات ومعاناة السفر، فاجأتني الأستاذة بيبي خالد المرزوق بالحضور إلى القاهرة لتقدم واجب العزاء لي ولأسرتي، في زيارة استغرقت 24 ساعة.. لمسة إنسانية يندر وجودها، من الأستاذة بيبي خالد المرزوق كانت «بلسم».. كل مواساتهم بلسمت جرحي وحزني على شريكتي.. فقد كنت اشعر بالحزن الشديد، لكن هذا الوفاء الانساني والرقي الأخلاقي جعلني أغالب أحزاني وخفف عني الكثير.
إهداء التكريم
تكريمي اليوم أنا سعيد جدا جدا به، فمجرد أن التقي بكم اليوم، وأن تكون ثمرة عملي الصحافي هي هذا التلاقي وهذا التجمع بعد غياب طويل وبعد كل هذا العمر، فهذا تكريم كبير، واتوجه بالشكر لمحمود الشربيني وملتقاه الذي أتاح لي ولكم هذه الفرصة، وبالطبع هو عمل معي كثيرا، وهو مهني الى جانب أنه يتحلى بالوفاء والاخلاص.
وقال ابو حاتم إنه يهدي هذا التكريم في ثلاثة اتجاهات، الأول: لكل من شرفت بالعمل معه في «الأنباء» لفترة تجاوزت أكتر من عشرين عاما.
والثاني: اهدي هذا التكريم لكل شباب وفتيات الكويت الذين بدأوا مسيرتهم الصحافية في جريدة «الأنباء»، وارتقوا سلم التحرير الصحافي ليصبحوا من رموز العمل الاعلامي والصحافي والديبلوماسي والحكومي، وترقوا إلى مناصب قيادية وكانت بداية مشوارهم في «الأنباء» واكتساب الخبرة.
كما أهدي هذا التكريم الى اصحاب «الأنباء».. إلى روح العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، وإلى روح الأستاذ وليد خالد المرزوق، رحمه الله، وإلى الأستاذ فواز خالد المرزوق، وإلى الأستاذة بيبي خالد المرزوق رئيستي المباشرة ورئيسة التحرير خلال معظم فترات عملي بـ«الأنباء»، وإلى الأستاذ يوسف خالد المرزوق رئيس التحرير الحالي، وأقول بصدق واخلاص لقد اكرموني وكرّموني وقدّروني وأنا في الكويت والآن وأنا في مصر أهدي لهم هذا التكريم لأنهم أصحاب الفضل فيه حقا ويقينا وعرفانا ووفاءً وصدقا وأخلاقا.
مشارك في مرحلة.. وأقدّر من سبقني
وتحدث الاستاذ يحيى حمزة عن الجانب العملي في مسيرته الصحافية في «الأنباء» فقال: شاركت في مرحلة من مراحل «الأنباء»، وأقدّر من سبقوني ومن لحقوني. لقد كلفت بمسؤولية إدارة تحرير «الأنباء» وهي مؤسسة، وتعلمت من أساتذتي الذين عملوا بها وكتبوا فيها وهم الأساتذة: محمد خالد قطمة، وسمير عطاالله فارس الصحافة اللبنانية والعربية وصالح الشايجي، وصلاح الساير وعبد الله حسين وأحمد السقاف وسامي النصف، وهو «ذواق» للصحافة وقارئ نهم، كان يسافر كثيرا وكان يحضر معارض الكتب، فكنت أطلب منه أن يأتي بالإصدارات الجديدة لـ«الأنباء»، وغيرهم وأنا هنا أردّ الفضل إلى أصحابه.
كما تعلمت الكثير من الذين تولوا إدارة تحرير «الأنباء» من بعدي ولكن هذه المرة من موقع القارئ والمتابع لجهودهم.
وأضاف: إدارة جريدة «الأنباء» رحبت بكل المقترحات والأفكار، ودعمت العمل التحريري بكل قوة ومنحتها كل الدعم، ولولا اقتناع الإدارة وأصحاب الجريدة بهذا كله ما كنا لنحقق شيئا.
وتطرق الأستاذ يحيى للحديث عن سمات أصحاب «الأنباء»، واستذكر تاريخ المؤسس، العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، فوصفه بأنه من رموز رجال الاعمال بالكويت وهو مؤسس الحركة العقارية ومؤسس البنك العقاري وكان، رحمه الله، يحب الصحافة جدا، وكان قارئا نهما، و كان يطرح علينا بعض الافكار ويتابعها أيضا.
الأستاذة بيبي خالد المرزوق - رئيستي المباشرة ورئيسة التحرير خلال معظم فترة عملي ـ درست الإعلام بالولايات المتحدة الأميركية، وكانت تسعى إلى تطبيق ما درسته، وكان لديها فكر متطور دائما، وهذا ما أعطى العمل قوة في الصحيفة، فقد كنا نجلس معا وأطرح أفكاري وافكار الزملاء ونتناقش ونتدارس، وأيضا كانت لديها افكار، فكنا نجمع كل الأفكار ونتدارسها، وأذكر ان من لزمات الكلام عندها جملتين تقولهما بالإنجليزية، إحداهما هي go ahead عندما نتفق على الفكرة وكنت احب دائما أن اسمع منها هذه الكلمة، والثانية هي fair enough وتستخدمها في حالة عدم الاتفاق النهائي وتأجيل النقاش لوقت لاحق.
الانتشار وإنشاء المكاتب الخارجية
واستعرض أبو حاتم العمل في المكاتب العربية لـ «الأنباء» وقال: المكاتب الخارجية والعربية في قلبها ساهمت في انتشار «الأنباء» كصحيفة كبرى وكان افتتاح مكتب لـ «الأنباء» بالخارج مكلفا جدا ماديا، كان لدينا مكتب رئيسي بالقاهرة كان على رأسه الاستاذ جميل الباجوري، رحمه الله، وكان به صحافيون محترفون، ومكتب مرموق في بيروت يديره الأستاذ عمر حبنجر، ومكاتب فى السعودية والأردن ومراسلون في سورية و البحرين والسودان وتونس ونيويورك وباريس وموسكو .. وأذكر أن عائدات مكتب القاهرة من الإعلانات بلغت في أحد الأعوام مليون جنيه. كما ساهم في انتشارنا انه كان لدينا جهاز توزيع متميز وكنا نرسل «الأنباء» للمراكز الصحافية وبعض الجهات الرسمية في البلدان العربية. في فترة السبعينيات والثمانينيات كانت الكويت بها تيارات سياسية متعددة وتجربة برلمانية قوية وجاليات من كل الدول، وبالتالي كان علينا مواكبة كل هذا ومخاطبة كل هذه الشرائح واجتذابها، ومن هنا ايضا استحدثنا صفحات أنباء مصر وأنباء سورية. وأنباء لبنان وأنباء السودان فأصبح لـ «الأنباء» قراء من جنسيات مختلفة.
العنصر الثالث الذي ساهم في قوة «الأنباء» هو العمل الجماعي والمؤسسي كما ذكرت ان قوة «الأنباء» كانت نتاجا للعمل الجماعي، بداية من ملاك الصحيفة الى اصغر عامل فيها، واستطعنا أن نقدم للقراء وجبة صحافية شاملة، وأيضا العمل المؤسسي كان له دور كبير وتعلمت ذلك في «الأنباء» فقد كان يميزها منذ نشأتها.
وتحدث يحيى حمزة عن أسلوب عمله فقال: لا افضل الاجتماعات التحريرية اليومية، واحب العمل بيدي.. بنفسي، مباشرة مع الزملاء كافة، وأرى رئيس التحرير ومدير التحرير الناجح هو من يكون مكتبه مفتوحا للجميع ويسمع لهم ويعطيهم مساحة من الوقت للحوار والنقاش.
وتحدث بشكل عام عن معيار الصحيفة المفضلة للقارئ، وأهمية ان تكون على مائدة الصحيفة كل الأصناف الأساسية، فلا تكون جافة جدا ولا خفيفة تماما.
وأشار الى انه كان يهتم بالمضمون على حساب الشكل، لكن الأستاذة بيبي خالد المرزوق كان لديها الاهتمامان معا: الشكل والمضمون، وكانت تهتم جدا بالإخراج والشكل والبنط واللوجو والتفاصيل الكثيرة كانت تهتم بها جدا لذا كان هناك تكامل بيننا لخروج الجريدة بهذا الشكل. وللأمانة «الأسرة الصحافية الأنبائية» كانت تعمل بتناغم وتكامل وذلك من خلال التواصل المستمر بين المركز الرئيسي والمكاتب الخارجية. أما «الأنباء» كمنبر للرأي فقد توصلنا لصيغة ان «الأنباء» لها رأيها الذي تعبر عنه في مقالها الافتتاحي، وتعبر عن اتجاهات الرأي العام في مقالات كتابها المتنوعين. كما أنه لتحقيق البعد العربي للصحيفة تم استكتاب عدد من الكتاب العرب الكبار مثل فتحي غانم ولطفي الخولي ومحمود عوض وأحمد حمروش.
وثمة نقطة أخرى مهمة هي التجديد المستمر، لأن التنافس كان شرسا جدا مع خمس صحف يومية، تقدمت «الأنباء» الى المركز الاول لأن التنافس كان يحتاج دائما إلى التميز وهذا يحتاج الي الانفرادات، والقارئ ذكي ويشعر بالتميز ويقدره، وكنا نقوم بذلك بشكل يومي وأسبوعي وشهري وكل محاولات التجديد كنت أبرزها.
كنا نجمع الجديد وننشر على الصفحة الأخيرة إعلانا عما سنقدمه، وفي هذا الاطار فكرنا في تجربة الملاحق اليومية، فأصدرنا ملحق «وراء الأنباء» يوميا، وكان إصدارا مكلفا جدا، وكنا نتميز به. ومن بين الأبواب التي استحدثناها باب عنوانه «عزيزي الوزير» افتخر بأنني كنت اكتبه كل اسبوع، وهو عبارة عن نقد خفيف بناء متوازن، واذكر أن أول موضوع كان عن وزير المواصلات عيسى المزيدي ونال اعجابا شديدا، ويتحدث عن الإيجابيات والسلبيات.
استحدثنا أيضا فكرة «قبل النشر» لننشر كتبا للكتاب لا تزال مخطوطة لديهم، فنشرنا لفتحي غانم رواية، ولعادل حمودة «النكتة السياسية» وكتابه عن يحيى المشد وموسى صبري «خمسون عاما في قطار الصحافة» كان ذلك تميزا دفعت فيه الادارة مبالغ كبيرة. وحدث ذلك مع باقي حلقات مسلسل رأفت الهجان، فبعد إذاعة الجزء الأول ونجاحه التلفزيوني تعاقدت «الأنباء» مع صالح مرسي لنشر الأجزاء التالية بالجريدة وأصبح صالح مرسي من كتاب «الأنباء»، وكذلك فعلنا مع حلقات ألف ليلة وليلة للكاتب طاهر ابو فاشا، الذي كتب لنا ألف يوم ويوم، وكتب في «الأنباء» الصحافي المرهف الصديق صاحب القلم الرشيق صاحب «البيوت اسرار» محمود صلاح، رحمه الله، وكلها قضايا اجتماعية وكان الناس ينتظرونها.
وصفحة الأستاذ درويش الجميل الذي كان يقدم برنامجا اذاعيا بالكويت بعنوان (نافذة على التاريخ) .. ثم أعاد كتابة تلك القصص لـ «الأنباء» في صفحة يومية بعنوان «مسافر مع الأيام».
كنا نوفد صحافيين للخارج مثل أسامة صبري لتغطية كأس العالم وعبدالستار ناجي ليغطي مهرجانات السينما. وأذكر ان الأستاذ يوسف عبدالرحمن قام بتغطية الحرب في أفغانستان والأحداث في جنوب الفلبين وفي البوسنة والهرسك، ومنحته جريدة «الشرق الأوسط» آنذاك جائزة احسن عمل صحافي عربي. كما قام الزميل شوقي محمود بتغطية الوضع في إريتريا.
وكذلك اليمن عندما وقع انقلاب هناك وذهب الأستاذ عدنان الراشد والمصور ناصر عبدالسيد وكانت مخاطرة كبيرة لأنهما دخلا عن طريق الصومال في رحلة صعبة جدا، كانت «الأنباء» الجريدة الوحيدة التي حققت هذا الانفراد.
واختتم الأستاذ يحيى حديثه بالقول: كنا نقوم بعمل صحافي متكامل، ولا نتقيد بالقيود، والحقيقة انني أعتز بمكتب «الأنباء» بالقاهرة جدا.. فقد كان زاخرا بالصحافيين المحترفين، وقد ارتبطنا معا ارتباطا وثيقا بعيد وقوع الغزو العراقي الغاشم، حيث كان لدى الإدارة اصرار على الصدور من القاهرة وألا نتوقف، وجاءت الأستاذة بيبي خالد المرزوق إلى القاهرة وقادت العمل من مؤسسة الأهرام وسخرت كل شيء من أجل اصدار «الأنباء» من القاهرة، و لم تتوقف دقيقة واحده.. حتى زملائي من لبنان وسورية احضرتهم ووفرت لهم كل شيء، وكانت «الأنباء» توزع مجانا لمدة شهور طويلة الى ان استقرت الأمور لحكومة الكويت في مدينة الطائف السعودية، وبدأت تسهم ماليا في إصدار الصحف.
&cropxunits=450&cropyunits=300)
يوسف خالد المرزوق: بصمـاتك موجــودة وتعلمنـا منـك الكثير
عطّر الأمسية حديث مسجل من القلب لرئيس التحرير يوسف خالد المرزوق قال فيه: الأخ العزيز يحيى حمزة نبارك لك التكريم المستحق ونتمنى لك التكريم أكثر من جميع جهات الصحافة في العالم العربي، ونحن مازلنا نذكرك، ومازالت بصماتك موجودة، وتعلمنا منك الكثير، وكنت أتمنى أن أحضر هذا الملتقى والتكريم المستحق لك في بلدنا العزيز مصر، ولكن أبت الظروف أن أحضرها، واليوم نبارك لك هذا التكريم وإلى تكريمات أكبر وأكبر إن شاء الله، وأشكر الإخوة القائمين على ملتقى الشربيني الثقافي، على هذه اللفتة الكريمة، ونأمل لجميع الصحافيين المبدعين مثلك أستاذ يحيى أن يتم تكريمهم في جميع أنحاء الوطن العربي، وإلى أن نلقاك قريبا نقول لك: مبروك مبروك مبروك..
طيب!!!
شِدْ معايا
بقلم: حسام فتحي
https://linktr.ee/hossamfathy
الحديث عن «الأستاذ» يحيى حمزة ذو شجون، وعلاقتي مع الرجل تمتد لقرابة 33 عاماً إذ تعود لعام 1989 عندما جئت الى الكويت قادما من دوحة قطر لأنضم لأسرة صحيفة «الأنباء» الغراء، ولم تمر أيام إلا وأوفدني «الأستاذ» في مهمة صحفية خارج الكويت، ولم يكن قرار تعييني قد صدر بعد!!، وعندما عدت حاملا عدة حوارات منفردة مع وزراء من البلد الذي أوفدت إليه، فوجئت به يحمل موضوعاتي ويدخل بها إلى رئيسة التحرير الأستاذة بيبي خالد المرزوق، ويخرج من مكتبها حاملا قرارها بتعييني «محرراً في قسم الاقتصاد».
هذا هو «الأستاذ» يحيى حمزة، المهني الذي يعرف تفاصيل «مطبخ» الصحافة ويجيد صنع «روائع» وجباتها، ويعرف كيف يتعامل مع أدواتها، وكيف يوظف عناصرها.. ليصنع في النهاية نجاحاً تلو نجاح.
وكان يعطي معشوقته «الأنباء» جلّ وقته، يدخل مكتبه قبل الظهر، ولا يعلم متى يعود إلى زوجته - رحمها الله - وأبنائه، وكان أثناء عمله يهرول حاملاً صفحات الجريدة، مستحثاً الصحفيين ورؤساء الأقسام والفنيين بعبارة ينطقها وهو «يأكل» طرف سيجارته.. «شد معايا».. شد معايا علشان نلحق نطبع!
وعندما قرر «الأستاذ» العودة الى مصر أقام له العم خالد يوسف المرزوق - رحمه الله - تكريما في منزله الخاص لم يتكرر لصحفي حتى اليوم.. تحدث عنه شارع الصحافة الكويتي كثيراً.
ويأتي التكريم المستحق في القاهرة ليذكرنا بأمجاد صنعها «الأستاذ» مع «الأنباء» وبوفاء منه لأصحابها، وآخر من تلاميذه له.
حفظ الله «الأستاذ» يحيى حمزة من كل شر.
رســـــالة إلى «أبو حاتم»
بقلم: حسين الفضلي
رسالةٌ إليك..
رسالة إليك يا صانع النجوم، ومورِّد الكوادر الصحافية المتميزة إلى الصحف الكويتية ونظيرتها المصرية.
رسالة إليك أيها الصحافي المهني البارز، الذي يقطر قلمه صدقاً، وتشيع كلماته نبلاً، ولا يعرف قلبه سوى البذل والعطاء.
رسالة إليك يا أبا حاتم، يا من تتلمذ على يديك عشرات وعشرات ممن أصبحوا الآن قادة ورواداً في مجال الإعلام المقروء والمنظور على حد سواء.
رسالة إلى الأستاذ الذي آمن بأهمية الكلمة، وبضرورة تواصل الأجيال، فلم تبخل على أحد بنصيحة أو توجيه، ولم تزل ترشد وتصوّب وتصحح حتى غدوت بشهادة الجميع أستاذاً وإنساناً قلَّ نظيره، وصعب أن يكون له مثيل أو قرين.
&cropxunits=450&cropyunits=300)
درع تكريمية من الزميل حسين الفضلي للمكرم يحيى حمزة
رسالة إلى المُعلِّم يحيى حمزة «أبو حاتم» تعجز حروفها عن وصف فضائله وذكر مناقبه، وعدِّ إسهاماته الصحافية الإيجابية التي تستعصي على الحصر والذكر والتدوين.
لقد تتلمذت على يديك يا أبا حاتم داخل مدرسة «الأنباء» تلك الصحيفة المتفردة التي ضمت بين جنباتها إدارة حاذقة واعية بدءاً بمؤسسها المغفور له بإذن الله العم خالد يوسف المرزوق - طيب الله ثراه- ومروراً بقادتها الأساتذة وليد وبيبي وفواز ونوف ويوسف أبناء وبنات هذا الرجل الذي سيظل شامخاً وحاضراً رغم وفاته قبل بضع سنين.
تعلمت من العم خالد - رحمه الله- ومن أبنائه جميعاً أنّ إنسانية القيادة تصنع التفوق، وأنّ حق الزمالة مكفول للكبير والصغير، فما عهدت منهم جميعاً إلا عناية ورعاية لكل المحررين، ولكل العاملين، لا فرق في ذلك بين مواطن ومقيم، ولا بين كويتي أو خليجي أو عربي، فالكل أبناء «الأنباء»، والكل يمثلون أسرة صحافية واحدة، وإن اختلفت الأدوار وتنوعت المسؤوليات.
أبا حاتم: لعلك تذكر، ومن المؤكد أنك تذكر، كم كانت رئيس التحرير الأخت الفاضلة بيبي خالد المرزوق عوناً وسنداً لزملائها العاملين معها تتفقدهم وتسأل عن أسرهم، وتتواصل بنفسها مع أبنائهم رعاية وعناية وعطاء لا يتوقف وتشجيعاً ليس له مثيل.
وهكذا كان كلُّ أبناء العم خالد يوسف المرزوق ـ طيب الله ثراه.
أمّا أنت أيها القائد النبيل فقد وصلت بـ«الأنباء» وقتما كنت مديراً لتحريرها ونائباً لرئيس التحرير إلى ذروة النجاح، وقمة التميز بأفكارك التي سبقت العصر، وإبداعاتك المهنية التي تفتق عنها ذهنك، وجادت بها قريحتك، فأوصلت الصحيفة إلى مكانة تطلع إلى بعضها بقية الصحف ولو كانت سابقة عليها في المولد والمنشأ أو تالية لها في الصدور والظهور.
أستاذي ومعلمي يحيى حمزة:
إذا كان الزملاء في القاهرة قد التأم شملهم وتساندت عزائمهم فخصصوا يوماً لتكريمك والاحتفاء بك، فإن ذلك لك حقاً، وعليهم واجباً، فما أعظم أن يتحدث المرء بفضل أساتذته عليه، وما أعظم أن يسعى الإنسان إلى من مدّ إليه يديه، معيناً ومسانداً، ليقول له شكراً أيها المعلم، وشكراً أيها القائد الفذُّ الكبير. ونحن في الكويت لا نقل عن زملائنا وفاءً لك، وتواصلاً معك، وإذا كانت الأيام والمسؤوليات قد فرّقت الجمع، فأنت في قلوبنا تعيش، وفي أفئدتنا تحيا، وعلى ألسنتنا دائماً نعطرها بذكرك، وبذكرياتنا معك، حيث يفوح منها العطر وينتشر الأريج.
إن تلك الرسالة التي أخطها إليك بمشاعري وأحاسيسي، قبل أن يكتب حروفها قلمي، ليست لذكر فضائلك، أو سرد عطائك، ولكنها كلمات تخرج من أعماق كلّ المحبين الذين أمثلهم، وهم في الحقيقة كثر، أجمعوا على حبّك، وتتلمذوا على يديك.
تحية عاطرة إليك يا صانع النجوم.
تحية عاطرة إليك يا هرماً في مجال الصحافة، وعلماً في الدقة والأمانة والنزاهة والإتقان.
«حبوا بعض» إهداء للمكرّم من الفنان أحمد سمير
أحيا الفنان الملحن والمؤدي الموهوب أحمد سمير سكرتير تحرير الاقتصاد سابقا في «الأنباء» والملحن وعازف العود حاليا، ليلة التكريم للأستاذ يحيى حمزة بالملتقى.
وقد اعرب الفنان الموسيقي أحمد سمير عن رغبته في تقديم برنامج متكامل يشمل اعمالاً غنائية ومقطوعات موسيقية وموسيقى لفنانين آخرين مثل عبدالوهاب والسنباطي وأم كلثوم.
وقدم مؤلفاته الموسيقية: خير وشر، فوق السحاب، قلب بيتألم، ومن اعمالي الغنائية كلمات ولحن وغناء «وقف يازمان، مش هي دي دنيتي، وأخيرا حبوا بعض يا كل الناس» وكلها أعمال اجتماعيه ذات هدف ومغزى اجتماعي بحت.
.. والفنان صافي الصافي قدم «القدود الحلبية»
على صعيد متصل قدم الفنان السوري صافي الصافي المهاجر الى بلجيكا قبل اربعين عاما والمقيم حاليا في مصر مجموعة من اغانيه المستلهمة من فن القدود الحلبية.
كما قدم عددا من الاغاني القديمة التي نالت إعجاب الحضور.
&cropxunits=450&cropyunits=299)
&cropxunits=447&cropyunits=450)