ما يمارسه العسكر من الجيش السوداني وقوات الدفع السريع من حرب شرسة أمر يدعو للأسى، فأكثر الضحايا هم من الشعب السوداني الذي ليس له أي دخل فيما يحدث من صراع على السلطة، ولو تابعنا هذه الأحداث فسنجد أنها تعد من الأوضاع السيئة في عالمنا العربي، كما أنها تدعو الإنسان العربي للخجل والأسى مع وقوع الضحايا من الشعب وأن على الجانبين جيوشا سودانية، وتغضب حينما تتأكد أن ما يحدث هناك هو صراع على السلطة، فمنذ الانقلاب الذي أسقط نظام البشير والسودان يمر بمعارك بين الإخوة السودانيين، ومن المؤسف أيضا أن الطرف الآخر وهو «قوات الدفع السريع» هم من حزب إسلامي ذي علاقة بالرئيس السابق عمر البشير، وهو ما يعني أنها محاولة لعودة نظام البشير إلى السلطة.
لو تابعنا الأحداث المؤسفة في دولنا العربية نجد أن هناك صراعات بين الأحزاب على السلطة، وأن معظم المشردين العرب سبب تشردهم هو الصراعات التي تكاد تعمم على معظم دولنا العربية.
ومما يؤسف له فيما يخص السودان أن المتصارعين كلهم سودانيون، وهنا نسأل من المسؤول عن دمار السودان ومن المسؤول عن تجويع الشعب السوداني؟ الحروب لا تخلف إلا الدمار والفقر، ولا شك أن ما يحدث في السودان سيتسبب في هروب الكثيرين وزيادة أعداد المشردين العرب.
هنا نريد أن نسأل عن دور جامعة الدول العربية والمنظمات الافريقية والدولية؟ المفروض أن هذه المنظمات يكون لها دور في منع مثل هذه الصراعات التي تسببت في دمار الديار العربية والأفريقية، وهل ستستمر هذه الصراعات التي تسببت في تشريد الشعوب العربية والفقر.
أين دور الجامعة العربية والمنظمات الدولية والإقليمية في منع منظمات الكراهية في زرع الفتن وإشاعة الفوضى والفقر، لماذا لا يكون لهذه المنظمات والجامعة الدور في كشف المنظمات الإرهابية والكراهية التي تحاول أن تتدخل داخل دولنا العربية بواسطة الأحزاب التي تتعاون مع أصحاب المطامع الخارجية مقابل دعمها في التسلط على رقاب الشعوب المغلوب على أمرها؟!
إن ما يحدث في السودان من معارك بين الأشقاء هو بسبب فقدان الروح الوطنية والانتماء للأحزاب السياسية الفاسدة بما فيهم الأحزاب الإسلامية لابد أن ندعم مناهج التعليم في بث روح الوطنية في نفوس الأجيال القادمة، أليس هناك راشدون في السودان يسعون إلى منع الخلاف بين الإخوة ووقف الاقتتال؟ وأن يرفعوا شعارا واحدا هو السودان وطن لكل السودانيين؟ وأنه لابد من المحافظة على الوطن الذي يعتبر بيتا لكل مواطن سوداني.
يقول المولى عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
والله الموفق.