[email protected]
أثناء استعدادات الجامعة لحفلات التخرج، أتنقل بين العديد من الخيم في جامعة برنستون والتي تحمل لوحات على مداخلها تبين السنة التي تخرج فيها الخريجون، حتى رأيت أقدم لوحة تحمل عنوان خريجي عام 1961، وهناك لوحات معدودة تحمل تواريخ في الأربعينيات من القرن الماضي، مما يعني أن بعض الحضور قد يكونون في مختلف مراحل حياتهم وأعمارهم تتجاوز المائة عام.
لا تشتهر جامعة برنستون ببرامجها الأكاديمية المرموقة وتقاليدها الغنية فقط، بل تتبع نهجا استثنائيا في التواصل ولمّ الشمل، حيث يتوافد خريجو الأعوام المختلفة إلى الحرم الجامعي للاحتفال أيضا، ولذلك فإن هذه التجمعات لا تعتبر مجرد حفلات تخرج، بل هي حفلات لمّ الشمل Reunions (ريونيون) كما يطلقون عليها! حيث يجتمع خريجو السنوات السابقة في خيم ليس من السهولة الدخول إليها، ويلتقي أكثر من 25 ألف شخص يشتركون في أكثر من 250 فعالية خلال يومي عطلة نهاية الأسبوع المخصصة للمناسبة في أجواء احتفالية وازدحام مروري واكتظاظ بشري، مما دفع قادة الجامعة إلى توجيه الموظفين بتجنب التواجد في هذه الأيام ما لم يكن ذلك ضروريا ومرتبطا بعملهم!
قد يثير حجم الجهد والتكاليف المبذولة لتنظيم مثل هذه الفعاليات الغرابة، ولكن هذه الفعاليات تأتي بفوائد جمة في بناء وتعزيز العلاقات الطويلة الأمد مع الخريجين، فضلا عن استثمارها في جمع التبرعات لصالح الجامعة وبرامجها.
تفتخر جامعة برنستون أيضا بأنها تحظى بواحدة من أعلى معدلات المشاركة في لمّ الشمل بين الجامعات في الولايات المتحدة، وتنظم مجموعة واسعة من الأنشطة التي تلبي اهتمامات الخريجين المتنوعة مثل المناقشات الفكرية وجلسات النقاش إلى التجمعات الاجتماعية والمسابقات الرياضية والعروض المختلفة.
ويعد موكب P-rade أحد المعالم البارزة في لم شمل برنستون، حيث يتشكل موكب كبير يجمع الخريجين من جميع فصول التخرج.
يرتدي المشاركون في هذا الموكب ستراتهم وأزياءهم وملابسهم المميزة، ما يخلق مشهدا حيويا يمكن للمهتمين مشاهدته في العديد من المقاطع عبر الإنترنت، ليعيشوا أجواء العودة إلى ذكريات عقود من الزمان وسنوات الدراسة في يومين!