دمشق - هدى العبود
ودعت الدراما السورية نجما آخر من نجومها، برحيل أحد أعمدة المسرح السوري الفنان القدير أسامة الروماني، الذي طوى ما يزيد على نصف قرن من العمل الدرامي والمسرحي والإذاعي، تاركا أعمالا لا تزال راسخة في الذاكرة السورية، بشخصيات تنوعت شكلا ومضمونا.
وشيع الراحل الذي غيبه الموت فجر الاثنين الماضي عن عمر ناهز 81 عاما من مشفى دار الشفاء بدمشق، ليصلى على جثمانه في مقام السيدة زينب، وليوارى الثرى في مقبرة الشهداء مقابل المقام.
ورغم غيابه ما يزيد على أربعين عاما عن الدراما السورية، إلا أنه ترك أثرا طيبا حاضرا في ذاكرة رفاق الدرب الفني، الذين عبروا عن حزنهم لخسارة أحد القلائل الباقين من حقبة زمنية خلدت بصمة مميزة في ذاكرة الأجيال.
واستذكر رفيق مسيرته الإبداعية الأولى وصديقه الفنان دريد لحام، في تصريحات لـ «سانا»، أجمل اللحظات التي تقاسموها معاً في المسرح، من خلال مسرحيتي «غربة» و«ضيعة تشرين»، وصولا للعملين الدرامي والسينمائي الأخيرين اللذين جمعهما بعد سنوات طوال، وهما «على قيد الحب» وفيلم «يومان» الذي لن يتسنى له حضور عرضه في شاشات الفن السابع، ليصفه بالفنان الاستثنائي صاحب الأخلاق العالية والمخلص لفنه وزملائه.
ووصف المخرج باسل الخطيب رحيل الفنان أسامة الروماني بالخسارة التي لن تعوض للدراما السورية، بالرغم من أنه أمضى فترة زمنية طويلة من حياته خارج بلده، إلا أن إنجازاته ونجاحاته تسجل له كفنان سوري مبدع، مشيرا إلى أنه عاد مفعما بالحيوية والأحلام الكبيرة، ليترك حضورا مميزا.
وقالت رئيسة فرع دمشق لنقابة الفنانين تماضر غانم: إن الدراما السورية خسرت أحد أهم روادها المؤسسين للمسرح السوري، فكان لوجوده حالة خاصة متميزة عن غيره من الفنانين، وكان حلم كثير من الفنانين الشباب أن يشاركوه في مشهد واحد ليتعلموا من تجربته الإذاعية والمسرحية والدرامية الغنية بالكثير من الأعمال التي ما زالت في ذاكرتهم الحية.
«كان الراحل أسامة الروماني من المحطات المهمة والتي ستبقى في الذاكرة وجوده في أحد لقاءات ملتقى الإبداع، لينهل من تجربته الكبيرة طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية»، هذا ما أشار إليه عميد المعهد د.تامر العربيد، واصفا الروماني بالمخزون الثقافي الثري وأحد الرواد الأوائل والمسرحي العتيق وشاهد على زمن جميل أيام الفرق المسرحية النشطة.
بينما قالت الكاتبة ديانا جبور: أسامة الروماني قيمة إنسانية وثقافية وعودته الدرامية سدت فراغا فنيا، وكان لي الشرف بالتعاون معه من خلال العمل الدرامي «على قيد الحب» وعشارية «وثيقة شرف».
بدورها، قالت زينة الروماني ابنة الفنان الراحل: تخونني الكلمات في وصف أب عظيم كأسامة الروماني الذي تربينا في كنفه على حب الجميع والإخلاص والتفاني في أعمالنا بتواضع، إن عزائي الكبير في المحبة التي رأيتها من قبل أصدقائه وزملائه ومحبيه.
أما أخ الراحل أحمد ماهر الروماني، فوصفه بالرائع في إحساسه والكبير بأخلاقه والكريم في عطائه والصادق في تعامله، عزيز النفس في خطواته وصديق الجميع قائلا: «برحيله خسرنا عماد أسرتنا الكبير».