يواجه الأطفال السوريون الذين هجروا قسرا واجبروا على اللجوء إلى خارج بلادهم، أو ولدوا فيها بعد العام 2011 مشكلة الجهل باللغة العربية، حيث كانت المشكلة صغيرة، لكنها ظلت تكبر مع استمرار المأساة السورية.
وكشف تقرير سابق صادر عن وزارة التربية التركية، أنه من أصل مليون و124 ألف طفل سوري، يذهب 730 ألف طفل سوري إلى المدرسة، بينما 35% منهم محرومون من التعليم، أي ما يعادل 393 ألفا و547 طفلا.
ونسبة كبيرة من هؤلاء الذين هجروا في سن صغيرة أو الذين ولدوا في أرض اللجوء، دخلوا مدارس عامة تعلم باللغة التركية التي اظهر الاطفال السوريون سرعة في تعلمها، لكن ذلك كان على حساب لغتهم الأم.
وباتت لغتهم الجديدة سليمة 100%، ولغتهم الأصلية ضعيفة، أو معدومة كليا، وخاصة منهم المولودون من أمهات تركيات، بحسب تقرير لموقع تلفزيون «سوريا».
وأدى تراجع إتقان الأطفال السوريين للغة العربية، إلى سلسلة من المشكلات الاجتماعية، بين الأطفال وأسرهم، وبين الأطفال ووطنهم الأم وأبناء وطنهم الأم من المهجرين، وحتى بينهم وبين مجتمعهم الجديد.
ويشكل المستوى المادي المتدني اول عقبة تمنع الاهالي من ادخال اولادهم مدارس خاصة تعلمهم اللغة الام الى جانب باقي اللغات.
والطامة الكبرى بين نسبة أخرى من الأطفال هي عدم الاستقرار والتنقل المستمر طوال سنين والذي جعل كثيرا منهم يتسربون من المدرسة ويصبحون أميين، لا يقرأون ولا يكتبون لا لغتهم الأم، ولا أي لغة.
ونظرا لضخامة عدد الأطفال السوريين المحتاجين لتعلم اللغة العربية، وتزايد العدد بصورة مستمرة، بالهجرة الجديدة وبالولادة، ونظرا لانتشار السوريين في عشرات الدول، التي تتحدث عشرات اللغات الأجنبية المختلفة، فإن مؤسسات المجتمع المدني السوري تبدو عاجزة عن إيجاد الحلول، وتبدو الأسرة السورية هي المعول عليها أساسا للقيام بهذه المهمة.