مع مرور العام الرابع على رحيل العم حمد أحمد عبداللطيف الحمد، الذي يصادف غدا 12/6/2006 ستظل ذكراه الطيبة متجددة في قلوبنا، فهو أحد رجالات الكويت البارزين من الرعيل الأول، وسيظل مثالا يحتذى في التضحية والعطاء، ومثالا في التواضع والتمتع بالفكر الثاقب وسعة الصدر، ومثل هؤلاء الرجال تظل ذكراهم باقية في النفوس.
العم أبوأحمد له سيرة حافلة بالعطاء فقد كان من رجال الأعمال المتميزين وصاحب خبرة عريقة بالحياة الاقتصادية للمجتمع الكويتي، فقد زاول العمل والنشاط بين الهند والكويت، كما انه يعد أحد أهم مؤسسي العمل المصرفي بالكويت، وقد استطاع خلال ترؤسه مجلس إدارة البنك التجاري لمدة 18 عاما خلال الفترة من 1978 حتى 1996 تحقيق إنجازات عظيمة في نشاط البنك وجعله من بنوك القمة وسخّر البنك لخدمة الوطن والمواطنين، ولم يتوقف عند هذا الإنجاز بل استمرت جهوده وأنشطته من خلال ترؤسه مجلس إدارة شركة حمد الحمد لحفر الآبار، وشركة برقان لحفر الآبار والتجارة والصيانة ومن خلال عضويته بالعديد من مجالس إدارات الشركات الاستثمارية والمصرفية، وساهم من خلال دوره في هذه الشركات في تعويض انسحاب شركة سانتافي بشكل مفاجئ عام 2003 في فترة كانت الكويت فيها تسعى لزيادة إنتاجها، وها هو ابنه يسير على نهج أبيه في الخبرة والعطاء بإدخال أحدث برامج التكنولوجيا الحديثة لشركة برقان لحفر الآبار وذلك من خلال شركة ميكروسوفت الكويت، وهذه التكنولوجيا الحديثة المتخصصة بتخطيط موارد المشاريع سيكون لها إسهامها القوي في تسريع عملياتها وخفض التكاليف التشغيلية وتعزيز عملية اتخاذ القرارات المدروسة.
ولم تخل حياة العم أبوأحمد من الأعمال الخيرية والمشاركة الاجتماعية في تشجيع الجيل الجديد من الشباب، فكانت له الكثير من الاهتمامات ومنها مبادرته لدعم وتشجيع أبناء الكويت والمشاركة في إبراز الجانب الحضاري لوطنه فكانت مبادرته لتخصيص جائزة أحمد الحمد للإبداع الشبابي.
والعم أبوأحمد نبع حب وعطاء، ففي كل مرة نحتفي بذكراه العطرة بالحديث عنه تفيض الكلمات والعبرات فالحديث عنه لا ينضب، فمسيرة حياته حفلت بالعطاء والعمل على رفعة الكويت وحب الخير وتشجيع الشباب لذا استحق أن يكون نعم المثل والقدوة التي سنظل في حاجة إليها مهما مرت السنون.
وهو من أسرة عريقة عرفت بالتجارة والتنقل بعد رحلة هجرة من نجد الى الكويت، في وقت لم تكن هناك ثروة نفطية ولا رفاهية، شق طريقه في عزيمة وإيمان حتى عمل في الهند من عام 1949 وذاع صيته وكان رجلا اجتماعيا بعدما قدم مكتبه الذي افتتحه هناك خدمات جليلة لأهل الخليج.
ولم تؤثر كل المحن كأزمة سوق المناخ أو تبعات الاحتلال العراقي الغاشم في تصميمه على الارتقاء بالبنك التجاري وبالعاملين فيه ودعمه بالكفاءات والخبرات الكويتية، وبمستوى خدماته، ولم تخل حياته ابدا من الاهتمام بالجانب الإنساني وأبرز مثال على ذلك تزويده موظفي البنك بالأموال أثناء فترة الاحتلال على عناوينهم في بلدانهم، والسؤال عن أحوال أسرهم وأولادهم، وعند عودتهم بعد التحرير تم استدعاء جميع الموظفين لمواصلة عملهم مرة اخرى بالبنك.
وكان من أوائل الرجال الذين أكدوا ثقتهم وإيمانهم بقوة وسلامة الاقتصاد الكويتي رغم كل هذه المحن وان الكويت قادرة على العودة لمواصلة مسيرتها الاقتصادية القوية.
ومكانة العم أبوأحمد ان ذكراه ستظل باقية من خلال نجله أحمد حمد عبداللطيف الحمد الذي ورث العديد من صفات والده في تواضعه وحبه للخير وإيثاره للغير من أجل مصلحة الوطن مواصلا مسيرة والده في العطاء وحب فعل الخير وواضعا في أولويات اهتماماته دعم الاقتصاد الوطني وإعلاء شأنه.
ويحرص ابنه أحمد على مواصلة عطاء والده وتجديد ذكراه حيث قام بإنشاء مسجد باسم والده بالزلفى بالسعودية منبت أصولهم العائلية، كما حرص ايضا على إقامة مسابقة رمضانية سنوية لحفظ القرآن الكريم باسم والده، ويزمع إنشاء مبرة باسم والده للأعمال الخيرية، والاستمرار في تجديد روابط الود مع أصدقاء والده ومحبيه الذين يلتقون في ديوانية والده، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.