ارتفعت الأسعار دون أدنى سبب غير جشع ورغبة البعض في مص جيوب المواطنين والمقيمين ونهب ما في جيوبهم، وبعض الجشعين تحولوا لاستغلال البشر أبشع استغلال ومص دمائهم، وكيف لهؤلاء الذين استباحوا لأنفسهم أن يتحولوا لمصاصي دماء الناس؟ أين الرقابة على الأسعار؟، وأين فرق التجارة وأركانها، لاسيما حماية المستهلك؟! ولماذا يترك هؤلاء ينهشون في لحم الناس؟ هل سنظل أسرى ومرتهنين لكل مستورد يضع الأسعار التي تناسبه ويرضي جشعه ولا عبرة ولا اعتبار لقدرات الناس الشرائية؟، من ينقذنا من هؤلاء الجشعين الذين لا يخافون الله ورسوله، ولم يجدوا من ينهاهم ويحاسبهم حسابا عسيرا، لماذا؟!
«من أمن العقوبة أساء الأدب»، لقد بحت أصواتنا بالمناداة بزيادة الرقابة على الأسعار والاستيراد المباشر وإنهاء احتكارات بعض السلع، فالجمعيات التعاونية على سبيل المثال أنشئت لتوفير مستلزمات الحياة لكل مواطن ومقيم بأقل الأسعار ومن دون ربح كبير، لكن لماذا تسمح بعض الجمعيات بزيادة الأسعار وتوفر مكانا للعرض؟ فلو أوقفت هذه الجمعيات تعاملها مع الشركات المستغلة، ولم توفر لها فرصة تسويق منتجاتها أو عرضها لأقفلنا النافذة التي تطل منها هذه الشركات على المستهلك الذي لا يجد من يحميه، فلماذا تتعاملون مع مستغلي الناس؟، ولماذا لا تكونون انتم حائط صد يحمي المستهلك من تلاعب هذه الشركات بالأسعار؟
وهذا الكلام ينطبق كذلك على جميع الأسواق، فهل يعقل أن تكون أسعار الأسماك قي ازدياد جنوني لا يصدقه عقل، ونحن رزقنا الله بحرا جميلا، وأسعار الأسماك هكذا؟! وكذلك اللحوم في ازدياد مستمر، وهذه الأسعار تنهب جيوب الناس، وكذلك الزيادة المضاعفة في تذاكر السفر.
إن الأمر سهل وميسور لو خلصت النوايا وأرادت الحكومة حماية الناس من جشع المتلاعبين بالأسعار، فقط أوقفوا التعامل مع الشركات التي ترفع أسعارها وتحتكرها وقاطعوا منتجاتها وبضائعها، فلن تجد هذه الشركات بدا من العودة إلى الأسعار المعتدلة، فقضية الأسعار مصطنعة، وعلينا جميعا الوقوف صفا واحدا لحماية الناس، فيا أيها المستغلون الجشعون، اتقوا الله في الكويت وشعبها ومن عليها وكونوا حصنا منيعا يحميه من جشع بعض التجار، «رحم الله رجلا سمحا إذا باع وسمحا إذا اشترى»، وليس الجشع من السماحة، وليس احتكار السلع من التجارة الشريفة، فطهروا أموالكم وتوبوا إلى الله.
قال الشافعي: «العبد حر إن قنع والحر عبد إن طمع»، فاقنع ولا تطمع، فلا شيء يشين سوى الطمع.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه.
[email protected]