لطالما أثبتت الحوادث والنوائب التي مرت على منطقة الخليج العربي وحدة المصير المشترك بين الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة منذ بزوغ نجم المنطقة وأصبحت محط أنظار العالم بأسره.
ولطالما أثبتت الحوادث الجسام أيضا معدن الأخوة بين الأشقاء في البلدين، هذا المعدن الأصيل المتمثل بوقوف كل دولة مع الأخرى في حال تعرضها لأي نوع من الأخطار وتقديم العون والدعم المناسبين لأي منهما عندما تواجه أحداثا ومواقف تستدعي ذلك.
ولطالما تميزت العلاقات الكويتية- السعودية بالقوة والمتانة دائما وأبدا، حيث امتدت الروابط بين البلدين لفترات ماضية، تلك العلاقات التي أنشأها حكام الدولتين ومرت بمحطات بارزة وحافلة بالخير والبركات، وأسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ تلك العلاقات الطيبة الوطيدة منذ زمن بعيد، والتي تجسدها الكثير من الروابط بالعادات والتقاليد والتاريخ المشترك، واستمرت تلك العلاقات مع مرور الزمن، وأصبحت مثلا يحتذى للعلاقات الأخوية بين الدول التي تجمعها عوامل مشتركة وقضايا ذات اهتمام مشترك.
ولن نذهب بعيدا في سرد الوقائع والتاريخ في هذا الصدد سوى بما يحق لنا، بل ويتوجب علينا أن نذكره ونشيد به في كل مناسبة وكل ذكرى، فلا ننسى وقوف المملكة العربية السعودية قلبا وقالبا مع شقيقتها الكويت إبان الغزو الصدامي الغاشم للكويت في أواخر القرن الماضي، وكيف فتحت المملكة وشعبها الشقيق أبواب بيوتهم للكويتيين في تلك الفترة من حياة الكويت، وقد أثبتت تلك الأزمة المعدن الأصيل لشعب وقيادة المملكة في عهد المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، ولا يمكننا أن ننسى كلماته الكبيرة في المعنى وهي لابد أن ترجع الكويت، وإلا ستذهب السعودية أيضا مع الكويت، إذا راحت كرامة الكويت راحت كرامة السعودية، نهائيا، لا توجد كويت وسعودية هناك بلد واحد فإما أن نعيش معا أو ننتهي معا.
وبالتالي، فإن الموقف الحاضر اليوم على ساحة المنطقة الخليجية وكلامنا حول حقل «الدرة» الذي دخلت إيران على خطه وأبدت تدخلا غير مقبول تمثل في عدم ترسيم الحدود الا بعد الاتفاق على حصتها في حقل الدرة، الذي هو في الأصل سعودي- كويتي.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل الى تدخل العراق من خلال تصريحات أحد النواب فيه حول أحقية العراق بحقل الدرة، وهو الأمر المستغرب والذي لا يستند إلى أي أساس واقعي.
ونقول هنا إن الإرادة المشتركة للمملكة والكويت ستنجح، بإذن الله، في مواجهة هذه الأزمة، كما عودتنا من خلال تضامنهما معا لوحدة المصير المشترك.
والله الموفق.
[email protected]