بيروت ـ داود رمال
على الرغم من الجريمة ضد الانسانية التي ضربت لبنان من خلال انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، والتي خلفت مئات الضحايا وآلاف الجرحى وخسائر مادية كبيرة جدا، الا ان أصحاب النفوس الوضيعة والممارسات السيئة ومافيات الفساد لم يتحرك في دواخلهم أي شعور رادع حتى لا يمضوا في سلوكياتهم الدنيئة وفسادهم المتجذر في كل ممارساتهم.
فقد كشف مصدر امني رسمي لـ «الأنباء» عن انه «تم مؤخرا توقيف عصابتين من العاملين في مرفأ بيروت، الاولى مختصة بسرقة صندوق الاموال، والثانية متخصصة بسرقة الطاقة الكهربائية، وان التحقيقات مع الموقوفين خلصت الى ادلائهم باعترافات دامغة بالتوازي مع تحقق الجرم المشهود، وان الملفين احيلا مع الموقوفين الى القضاء المختص».
وأوضح المصدر «ان شبهات حامت حول أشخاص يعملون في مرفأ بيروت نتيجة ترددهم الدائم الى مكان الصندوق الذي يتم تجميع الاموال فيها والعائدة لادارة المرفأ، وأوكل الى جهاز امن الدولة متابعة الامر، اذ عمد الجهاز الى رصد ومراقبة هؤلاء وأجرى ايضا جردة متتالية لما يدخل الى الصندوق وما هو موجود فيه، ليتبين ان هناك تفاوتا بين الوارد والمحقق من الاموال، فاتخذ القرار بمتابعة دقيقة للامر الى ان تم توقيف شخصين بالجرم المشهود يعمدان الى فتح الصندوق وسرقة مبالغ مالية مهمة منه معظمها بالدولار الاميركي، وبالتحقيق ادلوا باعترافات عن شركاء لهما».
وتابع المصدر «اما العصابة الثانية والاخطر فهي عصابة سرقة الطاقة الكهربائية من مرفأ بيروت، اذ بعد الانفجار المشؤوم اتخذ القرار بإبقاء الانوار مضاءة في المرفأ وتم الاتفاق مع شركة كهرباء لبنان بتخصيص المرفأ بأولوية تزويده بالطاقة، كما اتخذ اجراء بتأمين ساعات الانقطاع عبر مولدات عائدة للمرفأ، وبنتيجة المتابعة تبين للمديرية العامة لامن الدولة ان هناك امرا مشبوها في المرفأ يرتبط بالكهرباء، اذ ان كل المكاتب والاحياء المحيطة بالمرفأ لا تنقطع عنها الكهرباء علما ألا مولدات خاصة في المنطقة توزع الكهرباء على الشقق السكنية والمكاتب، وبعد عملية استقصاء دقيقة تبين ان عصابة تعمل في مرفأ بيروت قامت بوصل كابل كهربائي من المرفأ الى شبكة توزيع خاصة بها في المنطقة المحيطة، ووزعت اشتراكات على الشقق السكنية والمحلات التجارية والمكاتب، وقامت بتركيب عدادات، واستوفت الاموال من المشتركين، وكلما كان يتم سؤالهم عن مصدر الكهرباء كان جوابهم انهم يضعون المولدات خارج المنطقة لضخامتها، ليتبين بالجرم المشهود انهم يسرقون الكهرباء من مرفأ بيروت ويبيعونها الى المواطنين وقد حققوا عائدات مالية ضخمة جدا، وايضا تم توقيف ستة اشخاص من افراد العصابة اعترفوا عن شركاء لهم، واحيل الملف مع الموقوفين الى القضاء المختص».
وعلق مرجع سياسي على الامر لـ «الأنباء» بالقول «ان المال السائب يعلم الناس الحرام، وبالتالي قبل الطلب من الاشقاء المساعدة على اعادة اعمار المرفأ هل تستطيع السلطة في لبنان وقف الفساد واستباحة المال العام؟».