في نهاية الأسبوع الماضي كنت مدعوة إلى إحدى الحلقات النقاشية التي كان محورها تعديل قانون التقاعد، وبالفعل لبّيت الدعوة لأن الموضوع مهم وأصبح في تلك الآونة يعد من المواضيع الشائكة سواء على الصعيد النيابي أو الحكومي أيضا أي «قضية الساعة».
ذهبت واستمعت وكان الموضوع شيقا ليس فقط على صعيد التعديلات بل على كم المعلومات التي طرحت من أناس أصحاب قرار وأصحاب قضية «المتقاعدين»، المراد أثناء الحديث والحوارات والتساؤلات قامت إحدى النسوة بالاستئذان في المداخلة فأعطوا لها المساحة للحديث، وإذا بها تقوم بطرح قضية كيف تستثمر أموالكم من خلال شراء الأراضي؟! واقترحت أيضا أثناء حديثها أين أفضل الدول التي تقدر بالاستثمار بها من خلال شراء الأراضي؟! وقامت الأخت الفاضلة بالاسترسال في مداخلتها عن كيفية الادخار من خلال شراء الذهب كل شهر من خلال استقطاع جزء مادي من راتبك شهريا وشراء سبائك ذهبية به!
أثناء حديث الفتاة لأنها صغيرة في العمر، وقبل أن تتحدث، كنت من الناس التي اندهشت بطلبها بالمداخلة «لأن العمر مو عمر تقاعد» فاعتقدنا أنها من الصحافة وأتت للتغطية، «المراد» عندما كانت تتحدث عن الاستثمار والادخار ونحن نناقش زيادة المتقاعدين لا أعلم لماذا تذكرت قصة ماري أنطوانيت التي اختلف عليها الكثير بمصداقية حدوث أحداثها، وبرغم من صدق أو تكذيب حدوث الواقعة يبقى لنا المعنى والمغزى لقصة «فيأكلوا البسكويت»، تقول القصة باختصار:
أثناء الثورة الفرنسية والشعب الفرنسي يعاني من الفقر والمرض والجوع قام الشعب بالمظاهرة أمام قصر ملك فرنسا لويس السادس عشر في ذلك الوقت، وعندما قامت زوجة الملك «ماري أنطوانيت» بالسؤال لماذا الشعب ثائر؟ فقيل لها بأنه لا يمتلك الخبز ليأكل؟ فأجابت: فيأكلوا البسكويت!
صباح الخير يا ماري! لمن قامت واستأذنت بالمداخلة في حوار يحاكي تعديل أوضاع المتقاعدين وطرح الكثير من الشكاوى المؤثرة لبعض الحالات التي لا يناسب حالها أبدا الدخول في استثمار أيا كان حجمه، ومحاولة الدولة بالتعديل والارتقاء برواتبهم وتعديل أوضاعهم وتأتي الأخت ماري تقول: استثمار وادخار؟
مسك الختام: فن الحديث ليس بحشو الكلام.. فالصمت في بعض الأوقات يكون قمة الحوار.
[email protected]