جميعنا يتفق على أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة غيرت أسلوب الحياة عند الكثير من الناس، لكن السؤال هنا هو: هل هذا التغير الذي حدث سيكون في صالح المجتمع؟ خصوصا إذا صاحبه الكثير من السلوكيات والتصرفات غير النمطية أو غير الاعتيادية الصادرة من قبل بعض البشر الظاهرة للعيان من خلال بثها عبر برامج السوشيال ميديا كالفيسبوك وإكس واليوتوب وغيرها من الوسائل المؤثرة والمتابعة من قبل الملايين باختلاف أعمارهم وأجناسهم وثقافاتهم ودياناتهم.
من الطبيعي لن يكون ذلك في صالح المجتمع، وستجد من ينتقدها أو لا يتقبلها لتعارضها مع العادات والتقاليد أو مع الدين أو حتى مع العقل والمنطق، لكن الفكرة هنا ليس عدم تقبلها أو معارضتها أو الاشمئزاز منها، وإنما عدد من شاهدها أو من استمع إليها بغض النظر عن المادة التي تم نشرها وتم تداولها بين الناس. هذا هو حال وتفكير من يقوم بمثل هذه الأمور المخالفة، لا يكترث ولا يهتم للردود المعارضة أو الساخطة وإنما المهم عنده أنه انتشر وعرف عند الآخرين.
هذا لا شك أنه مرض يصيب الكثيرين، يجعلهم يتخلون عن سمعتهم وعن أخلاقهم وعن كرامتهم من خلال ما يطرحون من مواضيع هابطة وسخيفة ومبتذلة بهدف الشهرة، متناسين ان تلك البرامج يتابعها الأطفال والشباب والنساء وربما تكون لها تأثيرات سلبية على نفوسهم وعقولهم. لا شك ان تلك البرامج فيها الغث والسمين وليس كل ما يطرح سيئا، وليس كل مشهور يقدم مثل هذه المواضيع، بل على العكس هناك الكثير من النشطاء والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي نستفيد منهم ويتناولون الأمور التي تعود بالفائدة على الناس بمختلف توجهاتهم، سواء كانت طبية أو تعليمية أو ثقافية أو تاريخية، لذا يجب علينا التمييز والتفريق واختيار ومتابعة الأشخاص المناسبين والعقلاء الذين يبنون ولا يهدمون، الساعين إلى نشر الفكر والوعي في المجتمع والابتعاد عن التافهين والضائعين من الجهلاء وعدم استقبال او ارسال ما يبثونه حتى لا نشجع على استمرارهم وانتشار سخافاتهم وتفاهتهم وابتلاءاتهم بين الناس.
[email protected]