بيروت ـ عمر حبنجر
الجنوب اللبناني على حاله، تراشقات مدفعية وصاروخية ونزوح شعبي واسع باتجاه بيروت والجبل، وسقوط قتلى على جانبي الحدود.
الراهن أن حدة هذه التراشقات تصاعدت أمس، وسط تساؤلات ما اذا كان الوضع الميداني سيبقى ممسوكا ضمن «قواعد الاشتباك»، أم ان للسلاح كلمة أخرى، خصوصا بعد تهديدات نائب قائد الحرس الثوري الايراني علي فدوي لإسرائيل بأنها ستواجه موجة صدمة أخرى من «محور المقاومة»، وحزب الله في قلب هذا المحور.
وقد قصفت مدفعية الجيش الاسرائيلي مرتفعات بلدة مارون الراس أمس، وأفادت إذاعة الاحتلال بأن «الجيش قصف بشكل مكثف أهدافا عديدة في جنوب لبنان»، مشيرة الى ان السلطات المحلية في المطلة دعت «كل من بقي بالمستوطنة إلى مغادرتها فورا». كما استهدف القصف الطريق بين بلدتي كفر كلا والعديسة في القطاع الشرقي، وذلك جاء ردا على اعلان «حزب الله» استهداف آلية للجيش الإسرائيلي في موقع المطلة وتحقيق إصابات مباشرة، وعلى اطلاق عدة صواريخ مضادة للدروع من الاراضي اللبنانية باتجاه قواته.
وأعلن الصليب الأحمر الأحمر توجه فرقه إلى منطقة علما الشعب لنقل جثث 4 ضحايا جراء القصف الإسرائيلي، ولاحقا أعلن الإعلام الحربي في الحزب «استهداف دبابة صهيونية في ثكنة راميم» وإيقاع إصابات مباشرة فيها.
وقد نعى حزب الله ٥ من عناصره قتلوا في الجنوب، ما يرفع إلى ١٠ عدد القتلى في صفوفه منذ بدء التصعيد.
وجاء نعي حزب الله بعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن رصده «خلية إرهابية تحاول التسلل إلى السياج الأمني مع لبنان وزرع عبوة ناسفة».
هذا، وتبلغت مراجع دينية في بيروت شكاوى من اهالي بلدات شبعا ومروحين والقرى الحدودية الأخرى المجاورة، تشير الى عجزهم عن ابعاد منصات الصواريخ وقواعد مدافع الهاون والصواريخ المضادة للدروع عن قراهم الى مناطق مفتوحة وغير مأهولة، تجنبا للردود الاسرائيلية، ولكن بلا طائل.
وفي هذا السياق، دعا الوزير السابق رشيد درباس حكومة تصريف الاعمال الى اعلان حالة الطوارئ على مختلف الصعد، استعدادا لكل جديد، وحتى اذا فرضت الحرب علينا نكون جاهزين لها.
وقد اجتمع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع سفراء الدول المعنية بلبنان، كما عقد محادثات مع وزير الخارجية التركية هاكان فيدان الذي جاء عارضا الوساطة التركية لوقف الحرب، وطلب بوحبيب ممن التقاهم المساعدة على تهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية.
وقال فيدان، عقب لقائه بوحبيب، إن بلاده «تواصل جهودها على مسارين هما منع توسع الاشتباكات وضرورة إيصال المساعدات لغزة بسرعة».
وأضاف: «نعمل لعدم تمدد الحرب إلى لبنان والبلدان الأخرى»، موضحا انه أعلن «بشكل واضح تضامننا التام مع الموقف المصري بشأن ما يجري في غزة».
واعتبر انه «حان الوقت كي يتخذ المجتمع الدولي خطوة لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود 1967».
على الصعيد الداخلي عاد الى السطح طرح التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، قبل نهاية خدمته العسكرية في الخامس من يناير، ويعتقد سياسيون انه بغياب رئيس الجمهورية وعدم تعيين رئيس لأركان الجيش، لا مندوحة من التمديد للقائد تجنبا للشغور في المراكز القيادية العليا.
الى ذلك غادر مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان بيروت الى القاهرة للمشاركة في مؤتمر للمفتين اليوم الأربعاء.
وفي معلومات «الأنباء» ان الدعوة الى عقد قمة روحية إسلامية ـ مسيحية عادت الى الظهور، او قمة إسلامية ـ اسلامية في حال تعذر الطرح الاول.
وصادف، أمس الثلاثاء، «17 أكتوبر» ذكرى انطلاقة «ثورة 17 تشرين» أكتوبر 2019، وبالمناسبة أصدرت «مجموعات ثورة 17 تشرين» بيانا أعلنت فيه البدء بتأسيس مجلس لقيادة الثورة.
وطلبت المجموعات من «نواب التغيير تقديم استقالتهم فورا من «مجلس منظومة الفساد» وإلا طردهم من اي تجمع أو اجتماع للثوار، وبالمناسبة نحذر من المندسين داخليا وخارجيا وخاصة المنظمات الدولية والسرية التي تزرع الخونة بيننا».
وتوجهت المجموعات لإخوتنا السوريين والفلسطينيين «إن المنظمات الدولية تساعدكم لتبقوا في لبنان ليس محبة بكم أو بالإنسانية»، بل لتهجيركم من بلادكم الجميلة وجعلكم وقودا لمخططاتهم الشيطانية في ضرب المجتمعات وتفتيتها، فاحذروا وتنبهوا «ان العودة إلى الوطن أهم من حفنة صغيرة من المال المؤقت».