في بلدة مجدل شمس السورية المحتلة الحدودية مع لبنان، خوف من أن تكون «الحرب قريبة» على الطرق المؤدية إليها، كما في كل شمال الأرض المحتلة، أرتال من الدبابات والمدرعات وآليات ثقيلة وتعزيزات في اتجاه الحدود.
الحركة في وسط البلدة، حيث يرتفع تمثال لسلطان باشا الأطرش الثائر السوري الذي قاوم الانتداب الفرنسي، بطيئة، والشوارع شبه خالية.
وتقول يارا أبو صالح (24 عاما)، وهي اختصاصية تجميل، لوكالة فرانس برس، «نشعر بالتوتر لأننا في منطقة حدودية، على الحدود مع لبنان، وقريبون من حدود الأردن. نحن سوريون وتفصل الحدود بيننا وبين وطننا الأم. قد تحصل ضربة قريبا جدا منا.. الخوف في كل البلد». ويعمل سكان البلدة على تخزين مواد تموينية، تحسبا لاندلاع حرب في المنطقة.
وتقول ماجدة العجمي صفدي (51 عاما) في محلها لبيع الملابس «التوتر والقلق منتشران بين الناس. الناس يجمعون الماء ويخزنون المواد الغذائية تحسبا للحرب. كما يجهزون مكانا آمنا للجوء إليه في حال انطلقت صفارات الإنذار».
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويملك شبكة مصادر ومندوبين واسعة في سورية، إن هناك مجموعات موالية للسلطة في دمشق وتعمل مع حزب الله متواجدة في جنوب سورية وتنفذ العمليات ضد إسرائيل.
وتقول صفدي في مجدل شمس «أغلب البيوت محصنة والمجلس البلدي جهز أماكن للاختباء»، مضيفة «لقد جهزت مونة وبطاريات وإضاءة وماء وكل ما يلزم من احتياجات الحرب».
ورفض كثيرون، لاسيما من الشباب، إبداء آرائهم متخوفين من ردة فعل إسرائيلية ضدهم.
وقال رجل مسن «اذهبوا واكتبوا عن غزة التي يقتل فيها في كل دقيقة طفل».
واحتلت إسرائيل جزءا كبيرا من هضبة الجولان في العام 1967، وضمتها في وقت لاحق، في خطوة لم تعترف بها الأمم المتحدة. وسكان القرى المحتلة إجمالا من الدروز والعلويين. ورفض الدروز الجنسية الإسرائيلية، ويفرضون حظرا وتهميشا على من يقبل بها، إلا أن الحدود في المنطقة لم تشهد مواجهات تذكر منذ حرب أكتوبر 1973 بين العرب وإسرائيل.
ويقول عاطف فرحات، القادم من بقعاتا القريبة للتسوق في مجدل شمس، بحزن «رائحة الحرب تملأ المكان.. الحرب أكيدة».