قضية فلسطين ليست قضية دولة، هي قضية الحق والباطل، الإنسانية والعقيدة.
إدراكك للحق هو ما يجعل منك إنسانا، ووقوفك مع الحق يجعلك من الصادقين.
لسنا في معزل من العالم، ولم يعد أي شعب مغيب عن الأحداث، هذا الزمن هو زمن كشف الحقائق وتقصي الأخبار والنشر.
أما إسرائيل فهي ليست حتى دولة! هي كيان استغلالي دخيل تمت زراعته في شرقنا الأوسط.
كيان يقتل ويشرد، ينهب ويدمر، يقلب الحقائق، يشوه التاريخ، يصنع الأكاذيب ويروج لها، ويسرق التراث!
ما هذه البشاعة!! إنه ما يحدث منذ ما يربو على السبعين عاما ويتكرر «يوميا» في فلسطين!
كيف؟ أين القوانين الدولية وحقوق الإنسان؟
عندما أعلنت روسيا الحرب على أوكرانيا في فبراير 2022 انتفض العالم! وندد الجميع على الهجوم الروسي، استنفر الإعلام، بل ونقل الأخبار بنبرة خاصة! وأطل علينا مشاهير التواصل وصناع المحتوى وأصحاب الأعمال والموهوبون والعامة والخاصة من أصقاع العالم كله، يعلنون دعمهم لأوكرانيا، وصار كل شيء بالأصفر والأزرق! والآن.. يصم العالم آذانه عن مدافع تقصف غزة وما حولها! بل ويرسل عليها الدعم العسكري، ويصرح ضدها بالخطاب المعنوي!
إنها مسألة لا تكاد تصدق! لماذا الأمر مختلف عندما يتعلق الأمر بقضية فلسطين؟
تجد الصمت المتعمد، تجد من يتذرع بأنه لا يعرف تفاصيل القضية، تجد من يتهرب بحجة أنه لا يريد الخوض في القضايا السياسية، تجد من يتصيد أو يعمم، أو تقوده أهواؤه، وتجد الغفلة.
إن القضايا الكبرى التي تمس المبادئ الإنسانية هي المعيار لحقيقة الإنسان. تتضمن قضية فلسطين أخلاقيات وحقائق وقيم ونزعات إنسانية، وتاريخية ودينية وثقافية وسياسية وحضارية.
لقد منّ الله علينا بتوحيده، ونهانا عن الظلم، وألا تزر وازرة وزر أخرى.
وأكرمنا أننا في بلد يصدح بالحق ويرفض العدوان، وينصر ويغيث بكل ما أوتي.
فلسطين مهوى أفئدة الأنبياء، المسجد الأقصى أولى القبلتين مسرى الحبيب صلى الله عليه وسلم. أهلها المرابطون، الشهداء، الأحرار.
هذه الواقعة جاءت لتفرز معادن الناس فإما مناصر أو خاذل.
فــانظر من أي الفــريقين أنـت أيها الإنسان.. وأي إنسان أنت؟
[email protected]