تسارعت وتيرة النشاط الديبلوماسي لمنع تدهور الأوضاع وخروج الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي عن السيطرة ومنع دخول أطراف أخرى في الحرب، جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وكان الديوان الملكي الأردني أعلن أن المملكة ستستضيف قمة رباعية في عمان اليوم بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبحث وقف الحرب الجارية في غزة لكن عباس ألغى مشاركته بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في المستشفى المعمداني في غزة.
إلى ذلك، أكد الملك عبدالله الثاني أنه لا يمكن استقبال اللاجئين في الأردن ولا في مصر جراء الحرب على غزة، وهذا خط أحمر.
وبين في تصريحات مشتركة مع المستشار الألماني أولاف شولتس عقب لقائهما في برلين، امس، أن ذلك توجه من عدد من الجهات لخلق واقع جديد على الأرض.
وأشار بهذا الخصوص إلى أنه يتحدث بقوة ليس فقط باسم الأردن ولكن أيضا عن الأشقاء في مصر.
من جهته، أكد المستشار الألماني تأييد بلاده لفتح ممر إنساني لقطاع غزة، معربا عن قلقه إزاء الظروف الإنسانية ووضع المنطقة، مؤكدا استمرار بلاده بتقديم المساعدات من أجل التخفيف من معاناة المدنيين.
وأكد شولتس تأييد ألمانيا لفتح ممر إنساني لقطاع غزة، في ضوء الحاجة الماسة للمدنيين في غزة للحصول على المساعدات الإنسانية والمياه والغذاء والأدوية.
وشدد شولتس مخاطبا جلالته على أن الهدف الموحد هو تجنب نشوب حرب أوسع في المنطقة.
هذا، ويزور الرئيس الأميركي اليوم إسرائيل لتأكيد «تضامن» الولايات المتحدة معها عقب هجوم حماس غير المسبوق، في وقت تتكثف الجهود لتخفيف حدة أزمة إنسانية كبيرة في قطاع غزة.
وذكر عاملون في مجال الإغاثة امس أن قوافل مساعدات إنسانية متكدسة في العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء المصرية، توجهت إلى معبر رفح الذي لايزال مغلقا، على أمل أن تعبر الى قطاع غزة، فيما تعرضت مدينة رفح لقصف إسرائيلي.
وقالت هبة راشد من مؤسسة مرسال المصرية غير الحكومية «وصلنا المعبر.. في انتظار الخطوة القادمة»، فيما احتشدت مئات الشاحنات على الطريق الممتد على 40 كيلومترا بين العريش ورفح، وفق مصادر إغاثية أخرى.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة بايدن بمنزلة رسالة «تضامن مع إسرائيل» و«التزام صارم بأمنها»، وذلك بعد أيام على هجوم حركة حماس التي نجحت في اختراق السياج الحدودي ودخول مناطق إسرائيلية، حيث استهدفت مقرات عسكرية وتجمعات سكنية وقتلت أشخاصا وأسرت آخرين. وبلغ عدد القتلى في إسرائيل منذ بدء الهجوم أكثر من 1400 قتيل، معظمهم مدنيون، وفق مسؤولين إسرائيليين.
ويسعى بايدن خلال زيارته لتفادي حرب إقليمية مع إيران الداعمة لحماس والتي حذرت من «إجراء استباقي» محتمل ضد إسرائيل «خلال الساعات القادمة» يقوم به حزب الله اللبناني.
وتأتي زيارة بايدن أيضا وسط جهود ديبلوماسية مكثفة لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة نتيجة تشديد الحصار الإسرائيلي وقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود والمواد التموينية، وفي ظل تواصل القصف البحري والمدفعي والجوي.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس في مؤتمر صحافي في تيرانا أنه سيتوجه إلى الشرق الأوسط عندما تكون هناك «أجندة مفيدة وإجراءات ملموسة جدا ينبغي اتخاذها هناك».
وقال: «سأواصل المشاورات والمناقشات لكن رغبتي هي التمكن من السفر حين نكون قد حصلنا على اتفاق ملموس، سواء بشأن عدم التصعيد أو حول المسائل الإنسانية»، موضحا أنه قد يتمكن من التوجه الى هناك «ربما في الأيام المقبلة أو في الأسابيع المقبلة».
وضمن المساعي الدولية لاحتواء الحرب، اقترحت تركيا «صفة الضامن»، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية «تي آر تي» نقلا عن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان امس.
وقال فيدان للصحافيين، إنه ينبغي وجود ضامنين لطرفي الصراع من أجل السلام الدائم، مضيفا أنه تم نقل هذه الفكرة إلى المتحاورين.
وأضاف فيدان أنه على المجتمع الدولي تبني موقف يجبر إسرائيل على قبول حل الدولتين، وقد تشاركت تركيا وجهات نظرها بشأن هذه القضية مع الأطراف المعنية.
يأتي ذلك فيما فشل مجلس الأمن الدولي امس الأول في تبني مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة.
وحصل مشروع القرار على 5 أصوات مؤيدة، فيما صوتت 4 دول ضد القرار وامتنعت 6 دول أخرى عن التصويت. واستخدمت أميركا وبريطانيا وفرنسا حق النقض، «الڤيتو»، ضد مشروع القرار الروسي حول غزة.