[email protected]
منذ أن بدأ العدو الصهيوني في قصف الأراضي الفلسطينية في غزة بالصواريخ من الجو والأرض وبالمدافع ومن كل اتجاه، وهو يتسبب في تدمير المباني وانقطاع الكهرباء وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. ورغم مرارة المشهد العام والدهشة التي أصابت شعوب العالم قاطبة بسبب فداحة وفظاعة الأفعال التي يقوم بها العدو المحتل، والتي بالطبع أدت إلى تعاطف دول العلم والعمل على إنهاء هذه المحنة بأسرع وقت ممكن، رغم كل هذا إلا أن الناس اكتشفوا أمورا عدة تبين مدى صلابة الإنسان الصابر والمؤمن بقضيته وحقه المسلوب على مدى سنوات طويلة. إن الشجاعة التي تحلى بها شباب وأطفال فلسطين في الإصرار وعدم الخوف من الموت تعطي دلالة كبيرة على أن الحياة لا تساوي شيئا من غير كرامة، فالإنسان الحر لا يتمسك بحياة الذل والهوان، بل يضحي بحياته من أجل أن يعيش وطنه وأهله حياة كريمة وشريفة.
إن أطفال فلسطين لم يفكروا في حياة اللهو والترفيه واللعب مثل أقرانهم في مختلف أرجاء المعمورة، بل تركوا هذه الحياة وراحوا يقاتلون ويدافعون عن ارضهم وعن مقدساتهم مثلما تعلموا من آبائهم وأجدادهم،
لذلك نتمنى أن يتعلم أبناؤنا من هؤلاء الأبطال والشهداء الذين ضحوا بدمائهم من اجل وطنهم وعرضهم ويتيقنوا أن الحياة وطبيعة الأشياء لابد أن تتغير، وان دوام الحال من المحال، فلا ينصب تفكيرهم على ادمان وسائل التواصل وبرامج السوشيال ميديا وما تحتويه من غث وسمين، متناسين ومتجاهلين ما يدور حولنا وما ترجوه منهم بلادهم التي أعطتهم كل شيء. لابد ان نتعظ ونتعلم من الدروس التي أمامنا، فالحياة ليست فقط تسلية وترفيها ولعبا، بل عمل وجد واجتهاد ويقظة.
نحن بدورنا نتضرع ونطلب من الله سبحانه وتعالى أن يخلص أهل فلسطين من هذه المحنة التي يعيشونها، وأن يرجعوا إلى أرضهم وبيوتهم معززين مكرمين، وأن تعود إليهم ارضهم التي سلبت منهم، وان يرحم الله شهداءهم ويشفي مصابيهم، انه سبحانه قادر على كل شيء، وأن يكون النصر حليفهم بإذن الله.