هي قضية آخر الزمان وكل مسلم وشريف على هذه البسيطة، حينما قررت «حماس» البدء بعملياتها المباركة في مواجهة المحتل الصهيوني، تداعى المتواطئون ودفعوا بتجريم حركة حماس ونسبها إلى حركة داعش الإرهابية، حتى بدأت الشعوب بالحشد والنزول للشوارع والصدع بأعلى صوت تأييدا لفلسطين والشجب والاستنكار من جرائم الحرب وعمليات المحتل الصهيوني.
وخلال تلك الأحداث، فوجئ الجميع بدخول إحدى أصغر الدول في العالم مساحة وأعظمها موقفا إلى غزة لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني الشقيق، بين صواريخ الحرب وتفجير البنايات والصخور المبعثرة خصوصا بعد إغلاق جميع المعابر من وإلى فلسطين، هي الكويت هي العروبة والوفاء هي النقاء والصفاء، بها كانت متنفس الصعداء ولملمت الجراح، وحينما علمت حكومة الكويت بمصاب المعلمين الفلسطينيين قامت على وجه السرعة وبتعليمات من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد بالسماح لالتحاق ذويهم بالكويت وانتشالهم من براثن العدو الصهيوني، ويأتي بعد ذلك رسالة حكومة الكويت بالكلمة التي ألقاها الشيخ طلال الخالد في إحدى المناسبات بالدعاء للأشقاء في فلسطين والتذكير بالمرسوم الأميري بأن الكويت في حالة حرب مع الكيان الصهيوني، مرورا بموقف وزارة التربية بتنظيم وقفات ضد هذا الكيان المغتصب والترسيخ في ذهن كل طالب وطالبة أن فلسطين عربية وعاصمتها القدس، وأن «الأقصى» للمسلمين، وأن إسرائيل ليست دولة وما هي إلا شرذمة من العصابات وجدت دعما دوليا ليقتلوا ويغتصبوا حرمات الدول ونقض الأعراق والمعاهدات، وتنطلق وزارة الإعلام، من خلال المتألقة الأخت مريم القبندي، بتقديم فقرات الطقس ممزوجة بكلمات كما الريح العطرة نصرة ودعما للشعب الفلسطيني الشقيق.
من يرى هذه المواقف من حكومة ودولة لا يملك إلا أن يقف وقفة شموخ واعتزاز وفخر، ويأتي هذا على مستوى الحكومة وأجهزتها، وإذا انتقلت إلى الشعب، وما أدراك ما شعب الكويت، هو من سطر مواقف الولاء والشرف والتي شهدت له ساحة الإرادة في تجمع يفخر به الصغير قبل الكبير والدول قبل الشـــعوب، هي الكويت وشعبها، هي من صالت وجالت بين أروقة المنظمات الدولية دعما للقضية الفلسطينية، هي من كان لجمعيات النفع العام الأثر الأكبر في خلق لوبيات محمودة في المؤتمرات والأمم المتحدة وما يتبعها من تفرعات ومنظمات أخرى.
إن الكلمات في هذا الموضوع تحديدا لا تنتهي والسرد يطول، إلا أننا لا نملك إلا أن نعبر عما في جعبتنا من مشاعر في هذه السطور المحدودة، سائلين العلي القدير أن يحقن دماء المسلمين وينصر المرابطين في فلسطين وأن يعود الأقصى إلى أهله وأن يحفظ المسلمين وينصرهم ويسدد رميهم.