القاهرة ـ خديجة حمودة
قرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إعلان حالة الحداد العام في مصر لمدة ثلاثة أيام حدادا على أرواح الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق.
في سياق متصل، جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي امس موقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهالي قطاع غزة. وقال «نرفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقفها».
وأدان الرئيس السيسي كل الأعمال العسكرية التي تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكل القوانين الدولية.
وأعرب الرئيس السيسي ـ في كلمته خلال مؤتمر صحافي بقصر الاتحادية مع المستشار الألماني أولاف شولتز ـ عن بالغ الأسى والألم، كما تقدم بخالص التعازي في ضحايا القصف الوحشي للمستشفى الأهلي المعمداني. ونبه الرئيس إلى أن استمرار العمليات العسكرية الحالية ستكون له تداعيات أمنية وإنسانية يمكن أن تخرج عن السيطرة بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع في حالة عدم تضافر جهود كل الأطراف الدولية والإقليمية للوقف الفوري للتصعيد الحالي، مشددا على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: «لقد اتفقنا في الرؤى مع المستشار الألماني على أهمية العمل بشكل مكثف على استئناف عملية السلام عقب احتواء التصعيد الراهن وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية، كما أعربت له عن قلق مصر البالغ من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وشددت على ضرورة السماح بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة».
وحذر الرئيس السيسي من أن تصفية القضية الفلسطينية أمر غاية في الخطورة، قائلا «نرى أن ما يحدث في غزة الآن ليس فقط الحرص على توجيه عمل عسكري ضد حماس، وإنما هو محاولة لدفع السكان المدنيين إلى اللجوء والتهجير إلى مصر، وكل من يهمه السلام في المنطقة لا يقبل بذلك وليس فقط في مصر، فنحن دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خيارا استراتيجيا نحرص عليه وننميه ونسعى أيضا لأن يكون هذا المسار جاذبا لدول أخرى للانضمام إليه».
وأضاف الرئيس السيسي أن فكرة النزوح وتهجير الفلسطينيين من القطاع لمصر تعني ببساطة حدوث أمر مماثل، وهو تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، لذا لن تكون فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها نحن والمجتمع الدولي قابلة للتنفيذ، لأن الأرض موجودة والشعب غير موجود.
وجدد الرئيس السيسي تحذيره من مخاطر فكرة النزوح إلى سيناء، وقال «إن نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعني أننا ننقل فكرة المقاومة وفكرة القتال من قطاع غزة إلى سيناء، وبالتالي تصبح سيناء قاعدة للانطلاق ضد إسرائيل، وفي تلك الحالة من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وعن أمنها القومي فتقوم برد فعل والتعامل مع مصر وتوجيه ضربات للأراضي المصرية».
وتابع «إنه إذا كانت هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب في إسرائيل يمكن نقل الفلسطينيين إليها حتى تنتهي تل أبيب من مهمتها المعلنة ضد الجماعات المسلحة من حماس والجهاد الإسلامي وغيرها بقطاع غزة.. إن العملية العسكرية التي ترغب إسرائيل من خلالها بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء لتصفية الجماعات المسلحة في غزة قد تستغرق سنوات لم يتم تحديدها بعد، وبالتالي في هذه الحالة تتحمل مصر تبعات هذا الأمر، وبالتالي تتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل وتتحمل بموجبها مصر مسؤولية ذلك الأمر».