من القصص الجميلة التي فيها العظة والعبرة لمن اراد ان يعتبر، وكما يقولون «اللبيب من الإشارة يفهم» قصة «الثيران الثلاثة» وقد اخترتها لكم من كتاب التربية الدينية للصف الخامس الابتدائي طبعة دار المعارف المصرية 1964 وهي مثال للمناهج التعليمية القوية والثرية بالمعلومات والموضوعات المفيدة والقيمة، بحيث تسهم في تأصيل القيم التربوية وغرسها في نفوس النشء.
وإليكم قصة الثيران الثلاثة:
«كان في غابة ثلاثة ثيران ابيض واسود واحمر، وكان في الغابة سبع يريد ان يفترس هذه الثيران فلا يقدر لاجتماعها واتحاد قلوبها، فقال للثورين الاسود والأحمر ان لوني قريب من لونكما، اما الثور الابيض فلونه غريب بيننا يظهر واضحا من بعيد، وأخشى ان يراه الصياد فيستدل به على مكاننا فيصطادنا، فلو تركتماه لي آكله لاستطعنا ان نتوارى عن اعين الصيادين، سمع الثوران كلام السبع وتركا له الثور الأبيض فأكله السبع، مضت ايام واشتاق السبع الى لحم الثيران، فجاء الى الثور الاحمر وقال له: ان لوني يشبه لونك ولابد ان بيننا قرابة بعيدة من عهد الجدود، فلو تركت لي الثور الاسود آكله، لصارت الغابة كلها لنا بلا شريك.
سمع الثور الاحمر كلام السبع وترك له الثور الأسود فأكله، ثم مضت ايام اخرى واشتاق السبع الى لحم الثيران، وليس في الغابة الا الثور الاحمر وحيدا لا يجد من يحميه ويدافع عنه، فجاء إليه السبع ليفترسه، فقال له الثور الأحمر: ماذا تريد يا قريبي؟ فقال له السبع: ان بي شوقا شديدا الى لحم الثيران، اريد ان آكلك.
فقال له الثور الاحمر بانكسار وحزن: ليس في قدرتي ان امنعك، فلو أمهلتني لحظات حتى أغني اغنية قبل ان تأكلني.
قال السبع: غن أغنيتك.
فرفع الثور الأحمر صوته يغني:
أين مني الآن أصحابي لنلقى السبع صفا لو بقوا صفا
لما آنس فينا السبع ضعفا
ضِعت مذ ضيعتُ من آمُل للعون فكلني
لم يعد لي بعد من ضيعت من أرجو لعون
التقى الثيران في جوفك لما افترقوا
ليتهم قد عرفوا قبل الردى أن يلتقوا
إنما يأكُل وحش الغاب من يلقاه فردا
لا يطيق السبع أن يلقى فريقا مستعدا
اقرأ واتعظ: «في الاتحاد قوة، وفي الفرقة ضعف».