ما يحصل على أرض فلسطين الغالية يناقض كل مبادئ الإنسانية ولا يستوعبه العقل البشري لأصحاب الضمائر الحية لما ينطوي عليه من إجرام يفوق كل وصف وتصور. ففي الأرض المباركة مهبط الأديان الربانية وقلعة الأنبياء يعبث صهاينة العصر بأرواح شرفاء تلك الأرض الربانية قتلا وتشريدا، وهذا ما يشهد به أطراف من بني إسرائيل عن الاعتداء على الضعفاء والأبرياء وسفك أنهار الدم المستباح للأطفال والشيوخ والنساء على أرض فلسطين عن طريق الضربات العسكرية الجبانة عبر القصف بالطيران والمدافع الموجهة نحو غزة المحاصرة.
وفي هذه الظروف الصعبة يجب على الإعلام العربي الشعبي قبل الرسمي خلال فترة العدوان أن يعمل على كشف كل أكاذيب المعتدين الغاصبين، وذلك حتى يتم إقناع العالم وتعريفه بما يجري على الأرض، من اعتداء وحشي على أصحاب الحق واستهداف للأحياء السكنية وهدم البيوت على رؤوس أصحابها المدنيين. ومع هذه المأساة الإنسانية، أليس بين هؤلاء المعتدين رجل رشيد؟!
نود أن نقول هنا أيضا إن وزارة الإعلام قد أحسنت صنعا بقرارها وقف الحفلات الغنائية التي كانت مجدولة في هذه الفترة، لأن ذلك لا يتماشى مع ما نراه من سفك لدماء الأبرياء في أراضي فلسطين المحتلة وفي قطاع غزة.
وفي وسط هذه الأوضاع المأساوية نتذكر ونتأمل وننتظر أن يتحقق النصر القادم بناء على القاعدة التي أشار لها قائد السلم والحرب زعيم «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، فهل تهدر أمواج عالم الإسلام كافة تجاه تحقيق النصر القادم رغم الألم؟!