بيروت - عمر حبنجر
يستأنف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم، البحث في خطة الطوارئ التي وضعتها الامم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان، خدماتيا وإنسانيا وصحيا واجتماعيا، في لقاء موسع مع أصحاب الشأن، تحسبا لما قد تجره الحرب الاسرائيلية ضد غزة على لبنان. وكان ميقاتي ترأس اجتماعا موسعا في السراي لهذه الغاية أمس، ضم وزراء: الداخلية والبلديات بسام مولوي، الصحة العامة فراس الابيض، الاعلام زياد المكاري والبيئة ناصر ياسين، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في لبنان عمران ريزا، مستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي ومسؤولي الهيئات الانسانية والانمائية والاغاثية التابعة للأمم المتحدة. وتأخذ السلطات اللبنانية حذرها من المكائد الاسرائيلية بعدما تلقت سلسلة تحذيرات وآخرها من وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا التي أبلغت ميقاتي بوجوب تلافي الحسابات الخاطئة والعمل على ابقاء الجنوب خارج التشنجات لان الصراع القائم قد يمتد طويلا.
وهذا ما سمعه، تقريبا، الرئيس السابق ميشال عون خلال استقباله امس، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، في منزله بالرابية، حيث دار الحديث في اللقاء حول حرب غزة وخطر توسعها، وقد اتفق على بذل اقصى الجهود لمنع تمددها الى لبنان.
وفي السياق عينه كان لقاء وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بالسفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية العربية في لبنان صباح امس.
بوحبيب قال بعد هذا اللقاء، انه تم التوافق على أهمية وقف فوري لإطلاق النار، ورفض التهجير والتوطين في بلد آخر، والإدخال الفوري للمساعدات، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية هو الحل. وقال للسفراء العرب: لمست في الاجتماع الوزاري في جدة تماسكا عربيا في مقاربة العدوان على غزة، ويجب استثماره لإقناع الدول الغربية بالضغط على اسرائيل لوقف هذه الحرب العبثية والحصار الظالم. ان الحل العادل والشامل للصراع يبدأ أولا وثانيا وأخيرا بالفلسطينيين.
في غضون ذلك عادت شخصية لبنانية من الخارج بانطباع يؤكد أن الهجوم «الحماسي» المباغت على غلاف غزة المحتل، لم يكن خافيا على أحد، وأن اسماعيل هنية زار لبنان مؤخرا مرتين اولى بصفة رسمية جال خلالها على المسؤولين اللبنانيين، رسميين وحزبيين، والثانية بصورة غير معلنة التقى فيها قيادات من «حزب الله» تم التنسيق معهم بشأن هذه العملية من لبنان.
كتلة «الوفاء للمقاومة» التي تضم نواب «حزب الله» وحلفاءه اجتمعت، امس، برئاسة رئيسها النائب محمد رعد، وأصدرت بيانا قالت فيه: «ان تحشيد العدو لقواته خلال عدوانه على غزة، يشكل شكلا من أشكال التهديد للبنان يجب عدم الاستخفاف أو التهاون ازاءه، وهو يسعى الى إحداث تغييرات جيوسياسية خطيرة، وهذا يشكل تهديدا اقليميا متناميا، من شأنه أن يضع المنطقة في أتون الفوضى».
بدوره، المسؤول الإعلامي لحركة «حماس» في لبنان وليد كيلاني، قال، في لقاء مع قناة «ال بي سي»، امس: ان الحركة ليست مصرة على ادخال لبنان في الحرب، ووصف ما يقوم به «حزب الله» في الجنوب بـ«الحد الأدنى». في غضون ذلك، حثّت سفارتا الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا رعاياهما امس على مغادرة لبنان بأسرع وقت «طالما الخيارات التجارية متاحة»، في تحذيرين جديدين على وقع التوتّر الذي تشهده الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
على الصعيد الميداني، تعرض الجنوب اللبناني لجولة جديدة من القصف المدفعي الإسرائيلي خصوصا باتجاه اطراف ميس الجبل وحولان، فيما شيع حزب الله اللبناني عددا من قتلاه الذين سقطوا في المواجهات مع القوات الاسرائيلية.
وردا على ذلك، أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، مهاجمة «مواقع جيش الاحتلال في جل العلام، البحري، زرعيت، وثكنة شوميرا وبرج مراقبة في حبد البستان بالاسلحة المباشرة والمناسبة وتمت إصابتها إصابة دقيقة وتم تدمير كمية من تجهيزاتها الفنية والتقنية».
كما اعلن الحزب مهاجمة «موقع المنارة الصهيوني بالصواريخ الموجهة وتمت إصابته إصابة مباشرة».