بيروت ـ زينة طباره
رأى عضو الجبهة السيادية القاضي بيتر جرمانوس، ان لبنان دولة مفككة ومعزولة، ويتحكم الحرس الثوري الإيراني بقرارها وبمصير شعبها المتروك لقدره، وذلك عبر حزب الله أحد فصائله المسلحة المنتشرة في المنطقة العربية، وبالتالي لا دولة قائمة في لبنان لكي تتخذ قرار الحرب ضد إسرائيل من عدمه، انما الخامنئي نفسه هو من يقرر عنها كما عن سورية والعراق، ويحدد بالتالي موقع تلك الدول ليس فقط من الحرب الراهنة بين غزة وإسرائيل، انما من الصراع العربي الإسرائيلي ككل.
وعليه، اعرب جرمانوس، في تصريح لـ «الأنباء»، عن يقينه بأن ايران لن تقحم حزب الله في مواجهة مع إسرائيل من جنوب لبنان، خصوصا ان مصلحة ايران تقضي بعدم الاستعجال لما في تريثها من إمكانية لتجييش للرأي العام العربي ضد إسرائيل، وقد نجحت عمليا من خلال الدعاية والاعلام على المستوى العسكري والإنساني والمعنوي، في تقليب الرأي العام السني في لبنان والمنطقة العربية، وتجييشه ضد الولايات المتحدة التي تتحاشى الانزلاق الى توترات سياسية مع العالم العربي، فالرأي العام السني الذي كان مصطفا مع الغرب ضد الهيمنة الايرانية على لبنان وسورية والعراق واليمن، وضد تمدد الحرس الثوري الإيراني في المنطقة العربية وتهديد عدد من انظمتها، بات اليوم نتيجة التطورات العسكرية على الارض ونتيجة الدعاية والاعلام الإيرانيين، متعاطفا مع غزة ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وهذا من اهم طموحات إيران في مواجهاتها مع الغرب.
وعليه، اكد جرمانوس ان قدوم البارجات الأميركية الى المنطقة لم يكن لا لدعم اسرائيل في حربها ضد غزة ولا لترهيب ايران كما يعتقد البعض ويحاول تسويقه اعلاميا، انما اتى بهدف امتصاص حالة التوتر والعنف، ولردع كل من ايران وإسرائيل من تحويل المعركة الى حرب إقليمية شاملة، وبالتالي انزلاق الشرق الأوسط برمته الى المحظور، سيما ان إسرائيل دولة نووية قادرة عسكريا على تدمير المنطقة، فأتت مهمة البارجات الأميركية لاستيعاب أي ردة فعل إسرائيلية غير منطقية ومن خارج القوانين والأعراف والاتفاقيات الدولية، خصوصا في ظل التوتر الشعبي الذي يجتاح إسرائيل وكل المجتمعات اليهودية، والذي بات يشكل الضغط الأكبر على حكومة الائتلاف برئاسة نتنياهو.
وعودا على بدء، لفت جرمانوس الى ان حكومة لبنان ليست صامتة حيال تحركات حزب الله في جنوب لبنان، لا بل ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لا يترك مناسبة الا ويفصح فيها جهارة عن استسلام الحكومة لارادة قوى الممانعة بقيادة حزب الله، اذ كان اهم ما صرح به ان علاقة الحكومة بحزب الله جيدة جدا انما لا تملك المونة عليه، ناهيك عن مواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نفسه، التي عبرت بشكل او بآخر عن عجز حكومته عن اتخاذ القرار المناسب لمنع توريط لبنان بحرب ضد إسرائيل، علما ان تصريحات كل من ميقاتي وبو حبيب، وبالرغم من تضمينها اعترافا صريحا بأن الحكومة لا حول لها ولا قوة، الا أنها رفعت الغطاء بشكل غير مباشر عن حزب الله، بحيث حملته ولو عن غير قصد مسؤولية ما سيتأتى من نتائج وخيمة فيما لو ورط لبنان بحرب مع إسرائيل.