بيروت ـ زينة طبارة
رأى المؤسس في حركة الاعتراض الشيعي من اجل لبنان (تحرر) د.علي خليفة ان القراءة الشاملة للحرب بين غزة وإسرائيل وانعكاساتها على المنطقة، تبنى على ثلاثة مستويات ضمن مشهدية واحدة كاملة العناصر والابعاد وهي التالية:
المستوى الاستراتيجي: إذ يعتبر خليفة انه لا بد من مقاربة الصراع العربي - الإسرائيلي من خلال تبني مبادرة السلام العربية التي تنادي بحل الدولتين، وتجهد الدول العربية لاسيما الخليجية منها وعلى رإسها المملكة العربية السعودية، لإنضاج هذا الحل وإنجازه، معتبرا بالتالي ان مجريات الحرب بين غزة وإسرائيل أتت من حيث الرؤية الاستراتيجية، رسالة ايرانية قاصمة بمضمون دموي عبر اشعال المنطقة عسكريا والمتاجرة بدماء الفلسطينيين، وذلك لقطع الطريق امام التطبيع العربي - الإسرائيلي الذي يشكل احدى اهم وابرز حلقات الجهود العربية للوصول إلى انجاز حل الدولتين، فمن «حماس» إلى كتائب القسام والجهاد الإسلامي إلى الحشد الشعبي إلى الحوثيين إلى حزب الله، كلها اذرع وفصائل إيرانية منشقة عن مشروع الدولة في كل من العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن، وتعمل وفقا للاشارات والتعليمات الإيرانية، وتتحرك بالتالي غب الطلب بما يحفز دور طهران ومصالحها واستراتيجياتها في المنطقة العربية.
ويبقى المستوى اللبناني الداخلي، إذ يعتبر خليفة ان مشروع «توحيد الساحات»، لم ينتج عنه سوى التزام حزب الله بمسار استباحة سيادة الدولة اللبنانية وفرض المزيد من الأزمات والتوترات وفتح الأبواب على مزيد من الصراعات الدموية والنزاعات السياسية التي لا تنهي فصولا في المنطقة، مشيرا إلى ان حركة الاعتراض الشيعي ترفض قطعيا أخذ لبنان إلى مغامرات غير محسوبة على الحدود مع فلسطين، وتوريطه بالتالي في حرب لا طائل منها، ولا قدرة له على تحمل أوزارها ونتائجها وتداعياتها، خصوصا ان اندلاع الحرب بين حزب الله وإسرائيل، لن تكون لمساندة حماس في غزة تحت مسمى وحدة الساحات، بقدر ما ستكون لخدمة الاستراتيجية الإيرانية وأجندتها في المنطقة العربية، وذلك على حساب تدمير لبنان وتهجير الجنوبيين وإغراق اللبنانيين بمزيد من المآسي والفقر والعوز، مع الإشارة إلى ان زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان الأخيرة للبنان أطلقت رسائل إيرانية مزدوجة على قاعدة الناقض والمنقوض، بحيث تحفظ عبداللهيان من جهة، عن مساندة حزب الله لحماس انطلاقا من جنوب لبنان، وتحدث من جهة ثانية عن إمكانية فتح كل الجبهات، مؤكدا إزاء ما تقدم على ضرورة ان تحسم الحكومة اللبنانية موقفها وفقا لتمسك لبنان بمبادرة السلام العربية على قاعدة حل الدولتين، وبانتزاع قرار الحرب والسلم من يد حزب الله، وحصر السلاح والتسلح بيد المؤسسة العسكرية لا غير.