مع إعلان إسرائيل اكتمال استعداداتها للاجتياح البري لغزة، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن «حماس تجهز الكثير من الأشياء في غزة ونتوقع مفاجآت هناك»، وجدد اعلانه ان هدف العملية البرية في قطاع غزة هو تدمير حماس وبنيتها التحتية. وأضاف «ندخل قطاع غزة وندرك أن المعركة ستكون معقدة».
وبعد 15 يوما من القصف والتهجير والدمار، دخلت إلى غزة أمس أول قافلة مساعدات إنسانية لم يتجاوز عدد شاحناتها الـ 20، من معبر رفح على الحدود مع مصر، وقد تعهدت إسرائيل بإبقائها في جنوب القطاع وعدم السماح بمرورها نحو شماله الذي تم تهجير نحو 700 ألف منه، لاسيما من سكان مدينة غزة ومحيطها، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن المساعدات ستذهب فقط إلى المناطق الجنوبية من القطاع، وهي المناطق التي حثت إسرائيل المدنيين الفلسطينيين على الاتجاه إليها.
وفي مؤتمر صحافي نقله التلفزيون، قال المتحدث باسم الجيش دانيال هغيري إن شحنات المساعدات لن تشمل الوقود.
وأضاف ان أحدث المعلومات تشير إلى أن عدد الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس وصل إلى 210، في حين بلغ عدد قتلى الجيش 307.
ونقل التلفزيون الرسمي المصري، مشاهد عبور شاحنات تحمل لافتات الهلال الأحمر المصري من المعبر وهو المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج الذي لا تشرف عليه إسرائيل.
وشوهدت 4 سيارات إسعاف وآليتان للأمم المتحدة وأخريان للصليب الأحمر في الجانب الفلسطيني أيضا.
وتنتظر مئات الشاحنات الأخرى أمام المعبر من الجانب المصري أو في مدينة العريش، حيث خصصت مصر مطارها لاستقبال شحنات الإغاثة الآتية من دول العالم.
وأكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث أمس عبر حسابه على منصة إكس أن قافلة المساعدات الأولى التي دخلت إلى غزة «يجب ألا تكون الأخيرة».
وقال في بيان نشره: «أثق بأن عملية إيصال (المساعدات) هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود، إلى سكان غزة، بطريقة آمنة، غير مشروطة ودون عوائق».
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بدخول المساعدات، معتبرة ذلك «خطوة أولى مهمة من شأنها التخفيف من معاناة الأبرياء».
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن وصول المساعدات «خطوة مهمة» للسكان الذين «يحتاجون الى الماء والدواء والغذاء. ونحن لا نتخلى عنهم».
بالتزامن مع ذلك، وفيما تدخل الحرب في غزة أسبوعها الثالث، امس، أفادت الصحة الفلسطينية بسقوط 352 قتيلا جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة خلال 24 ساعة، لتصل حصيلة القتلى في هذه الحرب منذ بدء التصعيد إلى 4385، بحسب وزارة الصحة في القطاع، منهم 1756 طفلا و967 سيدة، إضافة إلى 13561 جريحا». وأضافت أن «70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء والمسنين».
ونقلت قناة الجزيرة عن أحد الأطباء في المستشفى الإندونيسي أنه شاهد إصابات للمرة الأولى بأسلحة غير اعتيادية. وقال ان «الأسلحة تستخدم لأول مرة وتؤدي لجروح من الدرجة الرابعة، ويجب إيقاف هذه الحرب».
في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، امس، استهداف تل أبيب ووسط إسرائيل برشقة صاروخية جديدة، وكذلك أعلنت قصف أسدود برشقة صاروخية ردا على استهداف المدنيين. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن صفارات الإنذار من الصواريخ دوت في أسدود بعد 6 ساعات من الهدوء في الجنوب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية قصفت العديد من الأهداف التابعة لحركة حماس في أنحاء قطاع غزة. وذكر المتحدث باسم الجيش أنه تم استهداف مقرات لقيادة العمليات ومنصات إطلاق صواريخ مضادة للدروع وغيرها من البنى التحتية ومواقع للمراقبة وإطلاق قذائف مضادة للدروع تابعة لحماس.
هذا، وقتل 17 موظفا على الأقل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة منذ بداية الحرب، على ما أفاد مفوضها العام فيليب لازاريني امس.
وقال لازاريني في بيان: «تأكد مقتل 17 من زملائنا حتى الآن في هذه الحرب الشرسة. مع الأسف سيكون العدد الفعلي أعلى على الأرجح». وأوضح المسؤول أن بعضهم «قتلوا في منازلهم أثناء نومهم مع عائلاتهم».
كما تواصلت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في عدة مدن عالمية، حيث شارك الآلاف في مسيرة في سيدني أكبر مدن أستراليا امس، إذ حصلوا على موافقة في اللحظات الأخيرة وسط مخاوف بعد أن هتف بعض المتظاهرين في مسيرة سابقة بشعارات مناهضة لليهود. وقالت مجموعة العمل الفلسطيني التي نظمت المسيرة إن نحو 15 ألفا شاركوا في مسيرة امس في سيدني، حيث ردد المتظاهرون «فلسطين لن تموت أبدا»، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية. وقام رجال شرطة يمتطى بعضهم الجياد بدوريات خلال المظاهرة التي أغلقت شوارع المدينة، وحلقت أيضا طائرة هيليكوبتر تابعة للشرطة في سماء المنطقة.
من جهة أخرى، أفرجت حركة حماس مساء امس الاول عن أميركيتين اختطفتا في السابع من أكتوبر، ما أثار بارقة أمل في ملف نحو 200 رهينة لاتزال محتجزة في القطاع.