عاد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف إلى بلاده امس بعد حوالي أربع سنوات في منفاه الاختياري في لندن بسبب متاعبه القضائية، من أجل بدء الحملة الانتخابية لحزبه قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية.
وعرضت قنوات تلفزة محلية لقطات مباشرة لهبوط الطائرة التي تقل شريف في مطار إسلام آباد.
وتأتي عودة الرجل المقيم في المنفى منذ العام 2019، والذي كان رئيسا للوزراء ثلاث مرات، في وقت يقبع فيه منافسه الرئيسي عمران خان في السجن منذ أغسطس الماضي، حيث جرد من أهلية خوض الانتخابات لمدة خمس سنوات.
وكان شريف الذي تولى منصب رئيس الوزراء في باكستان ثلاث مرات، قد قال في تصريحات قبيل إقلاع طائرته إلى باكستان «نحن مستعدون للانتخابات بشكل تام.. بلادنا التي كان يجدر أن تكون في قمة الازدهار، تراجعت».
وسأل «كيف وصلنا الى هنا؟».
واستقبل شريف من قبل أنصاره في تجمع حاشد في لاهور عاصمة إقليم البنجاب، معقله الانتخابي والتي توجه إليها بعيد وصوله.
وقال خواجة محمد آصف وهو عضو بارز في حزب نواز شريف «هذا هو وقت الأمل والاحتفال، فعودته تبشر بالخير لاقتصاد باكستان وشعبها».
وازدانت شوارع لاهور الواقعة في شرق البلاد لبلافتات وأعلام خضراء وصفراء ترحب بشريف.
ونشر أكثر من سبعة آلاف شرطي لاحتواء الحشود في «غريتر إقبال بارك» حيث أقيم الاستقبال الشعبي.
ويعول حزب «رابطة مسلمي باكستان - جناح نواز» على خبرة نواز شريف وحسه العملي، للفوز في الانتخابات التي أرجئت إلى نهاية يناير المقبل.
غير أنه لايزال محكوما عليه بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة الفساد التي يعود تاريخها إلى العام 2018، وكان قد أمضى جزءا من هذه العقوبة فقط.
وأصدرت محكمة في إسلام آباد الخميس الماضي افراجا استباقيا بكفالة عنه حتى 24 الجاري، في خطوة ستجنبه التوقيف لدى عودته إلى البلاد.
وكان شريف قد عزل من منصبه بتهمة الفساد في العام 2017 من قبل المحكمة العليا، بعد الكشف عن عقارات فاخرة تملكها عائلته عبر شركات قابضة خارجية.
ومنعته المحكمة العليا نفسها من شغل أي منصب سياسي مدى الحياة. غير أنه نفى أن يكون ارتكب أي مخالفات، منددا بمؤامرة من قبل الجيش تهدف إلى تسهيل فوز عمران خان في الانتخابات. وقد أصبح خان بعد ذلك رئيسا للوزراء.
ولكي يعود، اضطر إلى أن يخفف من انتقاداته للجيش كي يحصل منه على ضمانات بعدم إلقاء القبض عليه، وفق محللين.