مع بدء عمليات توزيع مازوت التدفئة في طرطوس وعدد من المحافظات السورية، بمعدل 50 ليترا لكل عائلة بموجب «البطاقة الذكية»، اشتكى عدد من الأهالي من معاناتهم خلال السنوات السابقة بالاتصال بسائق صهريج المازوت الذي يتم تحديد اسمه ورقم هاتفه وفقا لرسالة نصية تصل إلى المستفيد من شركة تكامل، مضيفين: «هنا تبدأ لعبة القط والفأر بيننا وبين سائق الصهريج حيث تبدأ سلسلة الاتصالات لتحديد مكان الصهريج والزمن المناسب له».
وبحسب شكايات العديد من السوريين، فإن الكثيرين منهم يفقدون فرصتهم في الحصول على مخصصاتهم لتضارب الأوقات مع وقت التوزيع، في حال لم يتمكن صاحب الرسالة من لحاق الصهريج. وفي كثير من الأحيان يصل الصهريج في الوقت الذي يكون فيه رب العائلة في العمل، فيضطر إلى مغادرة عمله، والتوجه لمكان وجود الشاحنة والوقوف لساعات طويلة في طابور طويل، و«تضييع نهار كامل» في الانتظار، إلى أن يحين دوره.
وبين بعض الأهالي لموقع «أثر» أن السبب الأساسي وراء عملية الازدحام والوقوف لساعات طويلة في الطوابير أمام الصهريج وأحيانا كثيرة قبل وصوله، هو أن شركة تكامل ترسل رسائل نصية بأعداد كبيرة للمستفيدين بموجب البطاقة الالكترونية في وقت واحد، ما يؤدي للازدحام وطول فترة الانتظار، وأحيانا يفرغ الصهريج من المازوت من دون أن يحصل بعضهم على مخصصاته، ما يجعلهم مجبرين على انتظار قدوم الصهريج الثاني في اليوم نفسه أو الانتظار لليوم التالي.
وعليه، اقترح الأهالي أن تقوم شركة تكامل بتخفيض عدد المستفيدين إلى 100 بطاقة إلكترونية لكل تعبئة واحدة من صهريج، بهدف تخفيف الازدحام وساعات الانتظار وضمان حصول الجميع على مخصصاتهم من المازوت.
كما لفت الأهالي إلى أن هناك عائلات نقلت توطين بطاقتها الإلكترونية من المدينة إلى قراهم في الأرياف، بسبب عدم وجود حالات ازدحام وطوابير طويلة من جهة، ولقيام شركة «سادكوب» بإعطاء القرى الجبلية الأولوية في عملية التوزيع من جهة ثانية، مدللين بأن الكثير وصلتهم الرسالة النصية بعد يومين من نقل توطين بطاقتهم من المدينة إلى الريف.